السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أفريقيا.. باحثون يحاربون كورونا بالطب البيطري

أفريقيا.. باحثون يحاربون كورونا بالطب البيطري

كينيا تعمل على الاستفادة من الطب البيطري في مواجهة كورونا. (المصدر)

لجأت عدة دول في قارة أفريقيا، مثل كينيا، إلى الاستعانة بالطب البيطري لمحاربة فيروس كورونا، خاصة أن القارة تواجه صعوبات في مكافحة الوباء، وهناك القليل من اللقاحات، ونادراً ما يتم إجراء أي اختبارات للكشف عن الفيروس.

وبحسب تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية فإن المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في العاصمة الكينية نيروبي، يعد من أهم الأماكن للمساهمة في محاربة فيروس كورونا بالقارة، حيث يستقطب العلماء من جميع أنحاء العالم، ويقوم بتجارب على الآلاف من الحيوانات.

وأشار التقرير إلى أنه بفضل تجارب المعهد تم تطوير لقاحات تجريبية من قبل ضد حمى الخنازير الأفريقية.

كورونا في كينيا

وتطرق التقرير إلى وضع كورونا في نيروبي، «حيث تعصف الموجة الثالثة للوباء بالبلاد، وتمتلئ المستشفيات بالمرضى، ويتوفى البعض دون رعاية، وأصبح الأوكسجين سلعة نادرة، وهناك نقص في اللقاحات، حيث تلقى 2% فقط من الكينيين التطعيم الأول، بينما يتوقع خبراء موجة رابعة، خاصة أن موسم البرد يبدأ حالياً ببطء في كينيا».

وأشار التقرير إلى أنه في مثل هذه الظروف يزداد الطلب على دور المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية أكثر من أي وقت مضى.

تكنولوجيا الاختبارات

وقال المدير المشارك لبرنامج صحة الإنسان والحيوان بالمعهد، فيش نيني، «تقدم بعض تقنياتنا من أبحاث الحيوانات الآن مساهمة حاسمة في مواجهة فيروس كورونا.. أفريقيا أكثر تقدماً بشكل ملحوظ في قطاع الطب البيطري منها في الطب البشري، خاصة أن الحيوانات هي مصدر رزق ملايين البشر هنا».

وأكد نيني، أنهم يستخدمون بانتظام تقنية اختبارات «بي سي آر» على الحيوانات، وهي نفس التكنولوجيا المستخدمة في اختبارات كورونا. وقد ساهموا في اجراء اختبارات كورونا على البشر. وأمكنهم ايضا اكتشاف نفس الطفرات التي حدثت للفيروس في بريطانيا وجنوب أفريقيا من خلال استخدام أجهزة للتعرف على التتابع الجيني يتم استخدامها أصلا لفحص الحمض النووي للحيوانات.

وقال نيني «نحن نطور هنا اختباراً للأجسام المضادة لفيروس كوفيد، لأن ما تم استخدامه في أوروبا من لقاحات لا يزال باهظ الثمن بالنسبة للعديد من البلدان الأفريقية».

وأضاف أن التكنولوجيا الحالية لاختبارات الأجسام المضادة باهظة الثمن، وبعض المكونات غير متوفرة بشكل كاف في أفريقيا «لذلك نحن نقوم ببساطة بتطوير الاختبار الخاص بنا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، و بالبناء على التكنولوجيا من الطب البيطري».

تطور اللقاحات

وقال التقرير إن «الخبراء بالمعهد يأملون في أن تؤدي المعرفة الفنية من البحوث الحيوانية إلى تطوير لقاحات للبشر، لأن أنانية الدول الغربية أوضحت أن أفريقيا تحتاج إلى حلولها الخاصة على المدى المتوسط والطويل».

وأضاف نيني «نحن متقدمون كثيراً في مجال الطب البيطري، حيث يتم بالفعل إجراء الكثير من اللقاحات في القارة، على سبيل المثال لقاحات ضد حمى (الوادي المتصدع) التي تؤثر بشكل أساسي في الماشية والأغنام والماعز، ويمكن أن تقتل الناس أيضاً. وتم تطوير اللقاح من قبل باحثين في جامعة أكسفورد واختباره في كينيا».

وأشار إلى أنه «ينبغي أن نبني على خبراتنا من البحوث الحيوانية، وأن نطور حلولنا الخاصة لأفريقيا، بما في ذلك الطب البشري، حتى لا نعتمد على الآخرين».

ويرى نيني أن الوباء فرصة فريدة لتغيير النظرة إلى أفريقيا باعتبارها مكاناً مناسباً لاجراء الاختبارات، أكثر من كونها مركزاً عالي التقنية.

وقالت الطبيبة الألمانية بالمعهد، إيونا جلوكس إن «نفس التقنية المستخدمة في لقاحات الحيوانات أثبتت نجاحها في الحرب ضد كوفيد-19، حيث يقوم اللقاح بتمرير فيروس غير ضار إلى الجسم، ما يحفز الدفاع المناعي ضد الفيروس الحقيقي والخطير، وهذه هي الطريقة التي يعمل بها لقاح أسترازينكا المضاد لفيروس كورونا، حيث يستخدم بالضبط نفس الفيروس غير الضار الذي تم اختباره على الحيوانات في المعهد هنا في كينيا عام 2015».