الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«إرهاب يأكل بعضه».. تفاصيل المعركة الأخيرة بين داعش وزعيم بوكو حرام

«إرهاب يأكل بعضه».. تفاصيل المعركة الأخيرة بين داعش وزعيم بوكو حرام

شيكاو واجه قوة من داعش وسط الغابة التي كان يختبئ داخلها في شمال شرق نيجيريا.

أُعلن عن وفاته 5 مرات في الفترة بين 2009 و2016، قبل أن تتأكد، بعد كل منها، المعلوماتُ حول استمراره في قيادة إحدى أعنف جماعات الإرهاب، تنظيم «بوكو حرام»، إلا أن الخبر تأكد هذه المرة أكثر، وبتفاصيل كشفت عن حدة الصراع الدموي بين هذه الجماعة وتنظيم داعش في غرب أفريقيا.

وسلطت مجلة «جون آفريك» الضوء في تقرير جديد على تداعيات عملية مقتل أبوبكر شيكاو زعيم بوكو حرام بعد موجة عنف بين التنظيم وداعش في أدغال نيجيريا، على خارطة الصراع بين جماعات التطرف متعدد الأوجه في المنطقة.



معركة الغابة

وقالت المجلة إن شيكاو واجه قوة من داعش وسط الغابة التي كان يختبئ داخلها في شمال شرق نيجيريا، حيث تألفت هذه القوة من 50 سيارة «بيك آب» مساء الـ19 من مايو المنصرم، وأضافت أنه وبعد ساعات طويلة من القتال بين الجانبين ومقتل الكثير من عناصر بوكو حرام، بدأ شيكاو في التوجه لخيار المفاوضات مع المهاجمين.

وأوضحت أن المفاوضات بين الطرفين استمرت لساعات، حيث أمر المهاجمون زعيم بوكو حرام بإعلان البيعة لداعش، وهو الأمر الذي رفضه «زعيم الرعب النيجيري» وأقدم بعده على تفعيل حزام ناسف كان يرتديه تحت ملابسه ليلقى حتفه بعدها متأثراً بجروح خطيرة بسبب الانفجار الذي أوقع ضحايا في صفوف داعش، وفق مصادر إعلامية محلية.

حذر وتريث

وأشارت المجلة إلى أن مصادر إعلامية محلية ودولية نقلت عن مسؤولين نيجيريين تأكيدهم مقتل زعيم بوكو حرام، فيما فضلت وسائل إعلام أخرى، على غرار «الإيكونوميست» البريطانية، التريث مفضلة استعمال جملة «الموت المحتمل» نظراً للإعلانات السابقة خلال السنوات الماضية عن مقتل الشخص ذاته.

وتمكن الرجل من خداع أجهزة الأمن في نيجيريا عدة مرات، ففي عام 2016 وبعد أن أعلن الجيش «بفخر» مقتله، ظهر شيكاو في فيديو وهو في صحة جيدة وكانت هذه المرة السادسة التي يُعلن فيها عن وفاة زعيم بوكو حرام.



الزعيم المنشق

وتضيف «جون آفريك» أن إعلان الوفاة هذه المرة، يحمل بعداً أمنياً وسياسياً خطيراً، نظراً لتطور الصراع بين بوكو حرام وداعش، مشيرة إلى أن شيكاو كان في الأصل مقاتلاً في «داعش» قبل أن ينشق عنها ويعلن تأسيس جماعته الخاصة بعد «تهميشه» من قبل قادة التنظيم بسبب أساليبه التي اعتبروها «شديدة العنف».

وتشير المجلة إلى أن «الحرب» تعد السمة الأبرز في علاقة تنظيمات الإرهاب في غرب أفريقيا فيما بينها، حيث تتقاتل عناصر داعش والقاعدة وبوكو حرام بوتيرة متصاعدة بهدف بسط النفوذ في إحدى أكثر مناطق العالم اضطراباً، ما يجعل من مقتل شيكاو حدثاً قد يسفر عن تداعيات تطال أمن المنطقة عموماً.

واشتهر شيكاو بأساليبه المرعبة في استعمال العنف وسيلة لتحقيق أهداف تنظيمه الإرهابي، من المذابح الجماعية للمزارعين والقرويين، إلى عمليات الاختطاف الجماعي للفتيات، وحتى اختطاف عائلات بعض قادة «داعش» في المنطقة، وصولاً إلى فرض الضرائب على السكان المحليين وانتزاع أراضيهم.