الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تداعيات إنسانية وأمنية.. شمال نيجيريا رهينة صراع جماعات الإرهاب

تداعيات إنسانية وأمنية.. شمال نيجيريا رهينة صراع جماعات الإرهاب

مقتل زعيم بوكو حرام لم ينهِ أعمالها الإجرامية.(المصدر)

أثار مقتل زعيم جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا، أبو بكر شيكاو، منتصف الشهر الماضي، خلال اشتباكات مع تنظيم داعش الإرهابي في غرب أفريقيا، أسئلة كثيرة حول مستقبل الأوضاع الأمنية والإنسانية والإغاثية في نيجيريا.

الأزمة الإنسانية

وأوضح تقرير حديث نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الأزمة الإنسانية في شمال شرق نيجيريا، تفاقمت خلال العام الماضي، بسبب استهداف بوكو حرام للعاملين في توصيل المساعدات الإنسانية، لكن بدايتها تعود لنحو 10 سنوات، لتكون واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، ففي شهر فبراير 2021، كان هناك نحو 8.7 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الإنسانية، وفي أبريل من نفس العام، كان هناك أيضاً نحو 2.2 من النازحين داخلياً (80% منهم من النساء والأطفال).

كما تتفاقم مشكلة الأمن الغذائي حيث يواجه 3.2 مليون شخص تحدي تأمين الغذاء، ومن المتوقع أن تتزايد أعدادهم لتصل إلى 4.4 مليون في شهور الصيف، وتأتي تلك الأزمة الإنسانية بسبب القتال ما بين بوكو حرام، وتنظيم داعش في غرب أفريقيا، وقوات الأمن النيجيري، بخلاف جائحة كورونا.

حوادث استهداف

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الفترة ما بين يناير إلى مارس 2021، شهدت 1157 حادثة منعت وصول المساعدات إلى شمال شرق نيجيريا، بزيادة تبلغ 453 حادثة عن العام السابق، وأن انعدام الأمن يعرقل وصول المساعدات، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية، والعوائق البيروقراطية، ومنع السلطات النيجرية لوصول عمال المساعدات إلى بعض المناطق.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن بوكو حرام وداعش، لم تعودا تستهدفان فقط العاملين بتقديم المساعدات، بل أيضاً تستهدف المنشآت والأصول، ففي أبريل الماضي هاجمت بوكو حرام ونهبت وأحرقت مجمع مستودعات المساعدات، والمنازل الخاصة بالعاملين به، في مجموعة من الهجمات استهدفت بلدة داماساك، ما أدى لتعليق مؤقت للعمليات الإنسانية، وتشريد نحو 65 ألف شخص، هم نحو 80% من سكان المدينة.

وفي شهر مارس كان تنظيم داعش الإرهابي قد استهدف منشآت إنسانية ومستشفى، كما نفذت جماعة بوكو حرام هجمات كبيرة، وعمليات اختطاف لعمال المساعدات ونصبت الكمائن لقوافل المساعدات، فكلا الجماعتين تنظران لعمال المساعدات على أنهم «هدف مشروع».

تأثير مقتل شيكاو

ولفت التقرير إلى أن الأيام التي أعقبت مقتل زعيم جماعة بوكو حرام، شهدت تصاعد القتال ما بين جماعته، وما بين داعش، وهو ما قد يقلل من تركيز استهدافهما للعمليات الإنسانية، لكن من جهة أخرى فإن تلك المواجهات ستجعل المدنيين ضحية بين رحى القتال بينهما، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها بوكو حرام.

ولفت التقرير إلى أنه بعد مقتل شيكاو، فإن مستقبل شمال شرق نيجريا سيحسمه مصير المواجهات بين بوكو حرام، وداعش، وقوات الأمن النيجرية، حيث يرى البعض أنه بمقتل شيكاو، سيسيطر داعش على المنطقة، ويرى آخرون أن الفوضى ستستمر بها مثل الحال في شمال غرب نيجيريا، حيث تنتشر عمليات الاختطاف والسرقة.