السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هل تحل الصين وروسيا محل فرنسا بمنطقة الساحل الأفريقي؟

هل تحل الصين وروسيا محل فرنسا بمنطقة الساحل الأفريقي؟

بات الصراع في منطقة الساحل الأفريقي ليس من أولويات فرنسا - أ ف ب.

قادت القوات الفرنسية التي تعرف بأنها قوة استعمارية سابقة لسنوات، واحدة من أكبر عمليات محاربة الجماعات المتطرفة التي تهدف إلى السيطرة على مناطق بالساحل الأفريقي، لكنها مؤخراً وفي الوقت الذي أعلنت فيها أمريكا عن القيام بواحدة من أكبر التدريبات العسكرية بالمنطقة، أعلنت باريس انتهاء عملية «برخان».

ونقلت صحيفة واشنطن بوست آراء عدد من المحللين الذين قالوا إنهم يرون أن الخطوة التي أعلنت عنها باريس ستهدد جهود المجتمع الدولي في الرد على هؤلاء الجماعات المتطرفة، في وقت لا يظهر فيه العنف أي تراجع.

وأضافت الصحيفة أن الوضع الأمني الجديد يثير العديد من الأسئلة حول كيفية استجابة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتهديدات المتزايدة في منطقة الساحل الأفريقي الذي لعبت فيه القوات الأمريكية منذ فترة طويلة دوراً داعماً.

وبالخطوة الفرنسية باتت قوات غرب ووسط أفريقيا تعمل بمفردها وسط نقص في التمويل والمعدات لحماية الدول من المتطرفين المتشددين والمرتبطين بتنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.

وقال ضابط سنغالي، إن جيشه بحاجة إلى دعم لمحاربة الإرهاب الذي يقوض الجهود التنموية.

ويبلغ عدد القوات الفرنسية نحو 5100 جندي في منطقة الساحل الأفريقي تم نشرها في إطار عملية برخان عام 2014، بعد أن ساعدت القوات الفرنسية في منع المتطرفين من الاستيلاء على العاصمة مالي.

وفي المقابل يبلغ عدد القوات الأمريكية في المنطقة ما يقارب 1100 جندي، يقومون بعمليات التدريب والدعم اللوجستي والاستخبارات.

فرنسا تفسح المجال لفرنسا والصين

وأشارت الصحيفة إلى أن الحماس الغربي بات فاتراً في المنطقة من ناحية الجهد والموارد العسكرية في حين أن دول المنطقة باتت مستنفذة بالفعل ضد التحديات الكبرى، وفقاً لتقرير مجلس الأمن الأخير حول التطورات في المنطقة.

ويقول الباحثون إن تراجع الحكومة الفرنسية قد يفسح المجال للصين وروسيا، حيث تتطلع الدولتان إلى القارة الأفريقية لتوسيع نفوذهما العالمي.

وقال جود ديفيرمونت مدير برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن روسيا وقعت بالفعل اتفاقات عسكرية مع العديد من دول الساحل الأفريقي ومن المرجح أن يستغلوا هذه الفرصة.



وتشهد مالي لنحو عقد من الزمان هجمات إرهابية عنيفة من قبل الجماعات المتشددة على الرغم من التدخل المكثف للقوات الفرنسية والإقليمية.

وقتل ما يقارب 7 آلاف شخص في أعمال العنف في 2020، وهي أعلى حصيلة سنوية حتى الآن.

وتعرضت بوركينافاسو لأخطر مذبحة منذ سنوات هذا الشهر عندما اقتحم مسلحون قرية شمالية وقتلوا 132 شخصاً على الأقل.

وقالت هانا أرمسترونغ وهي محللة في مجموعة الأزمات الدولية، إن خفض القوات قد يؤدي إلى انخفاض حدة القتال وتوسيع دائرة الحوار.

وأشارت إلى أن نشر قوات مكافحة الإرهاب ساهم في القضاء على بعض القادة، إلا أنه فشل في هزيمة التهديد أو احتوائه، وبدلاً من ذلك شهدت المنطقة تصاعداً في الحكم الاستبدادي وانتشار عدم الاستقرار ومخاطر أكبر على المدنيين.

وبات الصراع في منطقة الساحل الأفريقي ليس من أولويات فرنسا، في حين تزايدت المخاوف في غرب أفريقيا من أن الوجود الغربي قد يكون مضراً أكثر مما يساعد، حيث طالب المتظاهرون في مالي وجيرانها بمغادرة القوات الفرنسية.

وقامت باريس العام الماضي بالبحث عن المزيد من الشركاء الأوروبيين في منطقة الساحل من خلال إنشاء وحدة تاكوبا، التي كانت تقود عملية برخان ومكونة من 600 جندي من القوات الخاصة في مالي معظمهم من فرنسا والسويد وإستونيا والتشيك.

وتعد التدريبات العسكرية السنوية هي إحدى الطرق التي يتعاون بها الحلفاء في المنطقة عادة، وحضر أكثر من 7800 جندي تدريباً العام الحالي حيث استمر لمدة أسبوعين في المغرب، وهي أكبر مناورات حربية تديرها الولايات المتحدة في القارة.