الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الموجة الثالثة.. سلالة «دلتا» تضرب أفريقيا بشدة

الموجة الثالثة.. سلالة «دلتا» تضرب أفريقيا بشدة

حملات تطعيم بطيئة في أوغندا. (المصدر)

حذّر تقرير ألماني من أن أفريقيا تواجه كارثة بانتشار الموجة الثالثة من فيروس كورونا، خاصة مع ثبوت انتشار السلالة الجديدة للفيروس المعروفة باسم «دلتا» في 14 دولة بالقارة السمراء.

وأشار التقرير الذي نشرته مجلة «دير شبيغل» إلى أن بعض البلدان الأفريقية ومنها أوغندا وناميبيا، تواجه كوراث؛ نظراً لعدم تلقي شعوبها اللقاح، ونقص الأوكسجين وأسرّة العناية المركزة في المستشفيات.

وقالت المديرة التنفيذية في المركز الأفريقي لأبحاث السكان والصحة (APHRC)، الدكتورة كاثرين كيوبوتونجي، إن «الوباء ينتشر في أوغندا مثل حرائق الغابات، ويؤثر على الكثير من الشباب ويسبب أمراضاً خطيرة، ويقف وراء ذلك السلالة الجديدة (دلتا)، والتي توجد أيضاً على الجانب الآخر من الحدود في غرب كينيا».

وأشارت كيوبوتونجي، بحسب التقرير إلى أنه طالما استمرت الدول الغربية في تأمين طلبات اللقاح لنفسها وتخزين جرعات التطعيم، فإن أفريقيا ستعاني كثيراً في مواجهة الوباء.

انفجار الإصابات

وأكد التقرير أن الإصابات انفجرت بقوة فجأة في منتصف شهر مايو الماضي في أوغندا، واستمرت في النمو دون رادع منذ ذلك الحين، ويمكن ملاحظة شيء مشابه في الهند منذ أبريل أيضاً.

وتحدثت «دير شبيغل» في تقريرها عن سيمو نيسبيرفا، الذي يمتلك متجراً للكمبيوتر في مدينة كمبالا، أكبر مدن أوغندا، والذي يجلس وأمامه عدة أكوام من ملفات مرضى كورونا، ويؤجر أسطوانات الأوكسجين مقابل 70 دولاراً في اليوم.

ويقول سيمو: «أعتني بالعديد من الناس الآن لدرجة أن رأسي ينفجر، إنها أيام مجنونة وغير محتملة هاتفي لا يتوقف عن الرنين».

وتؤكد منظمة الصحة العالمية إن الوضع في أوغندا خطير للغاية. وفي وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث المواطنون يومياً عن رفض استقبال أقاربهم في المستشفيات المكتظة بالمرضى.

وقال رئيس أحد المستشفيات في أوغندا، ديفيد نوامانيا، إن «النظام الصحي مثقل للغاية، وهذه الموجة مختلفة تماماً عمّا سبق، 90% من المرضى الذين يأتون إلينا يعتمدون على الأوكسجين».

وتعترف وزيرة الصحة الأوغندية، جين آسينج، بأن لديهم مشاكل مع توافر الأوكسجين، «هذا النقص يعني أنه سيكون هناك المزيد من الوفيات. والموظفون الآن مرهقون للغاية». لكنها تنفي رفض استقبال المرضى في مستشفيات الدولة لعدم وجود أسرّة مجانية.

وأعلن الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، مساء الجمعة الماضي، حالة الطوارئ وفرض إغلاق صارم في البلاد.

وأكد التقرير أن عدد الجنازات اليومية زاد في البلاد، بعد انتشار الموجة الثالثة من فيروس كورونا.

ويقول رئيس خدمات الجنازة الأوغندية، جوزيف نسوبوغا، «نحن ندفن الآن صغاراً، بعضهم لا يتجاوز عمره 15 أو 20 عاماً، هذه المرة الأمر مختلف حقاً، أسوأ شيء بالنسبة للأقارب هو عدم السماح لهم بالحضور إلى الجنازة بسبب إجراءات كورونا».

من جهته، أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ماتشيديسو مويتي أن «أفريقيا في منتصف موجة ثالثة تضرب بكامل قوتها. وأنه يجب أن يدفع النمو السريع في عدد الحالات الجميع إلى التصرف على الفور».

وأضاف «لقد رأينا في الهند مدى السرعة التي يمكن أن تصبح بها النظم الصحية مثقلة بالأعباء، خاصة أنه تم الآن إثبات سلالة (دلتا) في 14 دولة أفريقية».

ناميبيا على خط الوباء

وبحسب تقرير «دير شبيغل» فإن ناميبيا تسير على خطى أوغندا من حيث ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، حيث تعاني من نقص في التطعيم والأوكسجين الطبي وأسرة العناية المركزة.

وتطرق التقرير إلى تلقى 18 ألف شخص فقط في ناميبيا جرعتهم الثانية من التطعيم ضد كورونا، وحصول أقل من 100 ألف على الجرعة الأولى، وهي نسبة ضئيلة في بلد يقترب تعداد سكانه من نحو مليونين ونصف.

وأكد التقرير أنه بالإضافة إلى نقص جرعات التطعيم، تواجه ناميبيا موجة كبيرة من التشكيك في التطعيم ذاته، لدرجة أن الحملات التلفزيونية التي تحاول نشر الوعي بأهمية التطعيم لا تغير شيئاً من قناعات المواطنين.