الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

اللاجئون الإريتريون يريدون مغادرة منطقة تيغراي الإثيوبية بأي ثمن

اللاجئون الإريتريون يريدون مغادرة منطقة تيغراي الإثيوبية بأي ثمن

تكشف معارك 13 يوليو مجدداً العواقب الوخيمة للحرب في تيغراي على آلاف الإريتريين - أ ف ب.

استيقظ سايمون فيكادو قبل الفجر للانضمام إلى قافلة غادرت مخيم ماي عيني في منطقة تيغراي الإثيوبية لتفقد مكان جديد يفترض نقل المخيم إليه، قبل أن يُبلغ بحصول معارك في محيط المخيم الذي بقيت فيه زوجته وأولاده الثلاثة... في حادث آخر يؤشر إلى التداعيات الكارثية لحرب تيغراي على آلاف اللاجئين الإريتريين.

وكان وفد من المسؤولين ينقل نحو 20 لاجئاً على بعد أكثر من 100 كم جنوباً إلى دابات لزيارة موقع قد يُقام فيه مخيم جديد أكثر أماناً من ماي عيني الذي كانت المعارك تقترب منه.

كانت القافلة قد غادرت للتو المخيم عندما سمع سايمون الطلقات الأولى. وسرعان ما اقترب دوي الأسلحة من محيط ماي عيني حيث كانت زوجته وأطفاله الثلاثة لا يزالون نائمين.

خلال 4 ساعات اتصل سايمون بأقاربه الذين اضطروا إلى الصراخ لتغطية هدير الرصاص ونيران المدفعية.

وتكشف معارك 13 يوليو مجدداً العواقب الوخيمة للحرب في تيغراي على آلاف الإريتريين الذين لجؤوا إلى هذه المنطقة قبل 20 عاماً.

لكن منذ نوفمبر يحارب متمردو جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم السابق في المنطقة، الجيش الفيدرالي الإثيوبي وحلفاءه بما في ذلك الجيش الإريتري.

وسرعان ما تم استهداف اللاجئين وتعرض مخيما هيتساتس وشيملبا الأقرب من الحدود الإريترية للنهب والتخريب وفر الآلاف من سكانهما.

اليوم يخشى هؤلاء اللاجئون هجوم المتمردين المضاد ويريدون مغادرة تيغراي نهائياً.

ويقول سايمون لمسؤولي الأمم المتحدة عندما زار الموقع الجديد في منطقة أمهرة جنوب تيغراي مع احتدام القتال حيث يقيم «أرجوكم حاولوا أن تفهموا مشاعري».

وبإنجليزية ركيكة ناشدهم إخلاء ماي عيني وأدي هاروش - وهما المخيمان الإريتريان الوحيدان المتبقيان في تيغراي. ويضيف «لا تكونوا مجرد مسؤولين. أرجوكم حاولوا أن تكونوا إنسانيين».

- «كوريا الشمالية الأفريقية» -بدأ اللاجئون الإريتريون في الوصول إلى تيغراي في عام 2000 مع انتهاء الحرب التي دارت لعامين بين إثيوبيا وإريتريا وخلفت آلاف القتلى.

كما كانوا يفرون من النظام الاستبدادي لأسياس أفورقي رئيس إريتريا الملقب بـ«كوريا الشمالية الأفريقية» بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان وفرضه الخدمة العسكرية الإجبارية.

حاز رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في 2019 جائزة نوبل للسلام للتقارب المفاجئ الذي أحدثه مع إريتريا.

لكن أسياس أفورقي وجبهة تحرير شعب تيغراي التي حكمت إثيوبيا أثناء النزاع بقيا عدوين لدودين ولم يعد اللاجئون الأريتريون يشعرون بالأمان في تيغراي.

وقال عبدالله إبراهيم وهو من المقيمين السابقين في شيملبا ويعيش الآن في مخيم أززو للنازحين قرب مدينة غوندر في منطقة أمهرة إن المنطقة «كانت جيدة لنا جميعاً».

لكن منذ اليوم الذي أرسل فيه أبيي قواته إلى تيغراي تغير سلوك بعض السكان تجاه اللاجئين الإريتريين، على حد قوله.

ويقول عبدالله بحسرة «كان الراشدون يقدمون لنا الماء للشرب لكن الشباب كانوا يبحثون عن ذريعة للتشاجر أو الإيذاء أو حتى القتل بأي شيء يقع بين أيديهم».

عندما وصل القتال إلى هيتساتس في أواخر نوفمبر انتقمت قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي من اللاجئين بعد هزائم منيت بها أمام الجيش الإريتري، بحسب شهادات لاجئين.

وأضافوا أن الجنود الإريتريين المتهمين بارتكاب مجازر واغتصاب جماعي بحق المدنيين، سيطروا على هيتساتس وشيميلبا ما أرغم اللاجئين الذين كانوا لا يزالون موجودين على المغادرة.

لم يكن أمام الكثيرين خيار سوى المجازفة في منطقة القتال، وغالباً ما لا يكون لديهم ما يأكلونه غير أوراق المورينغا.