الثلاثاء - 21 يناير 2025
الثلاثاء - 21 يناير 2025

مجرد أسماء

في الأسبوع الماضي تحدثت عن مشكلة ازدياد وتنوع الرسوم التي تفرضها المؤسسات الحكومية على الشركات والأفراد، وكيف أنها أصبحت عبئاً على الناس، وكيف أن المؤسسات لا تنسق فيما بينها عندما يتعلق الأمر بالرسوم، كل مؤسسة تفرض رسوماً جديدة أو ترفع القديمة، ويتأثر سلبياً الفرد ومؤسسات الأعمال من هذه الزيادات. إن كان هناك تنافس على زيادة الرسوم فلا بد من وجود تنافس في الاتجاه المعاكس، تنافس على تخفيض الرسوم وتخفيض التكاليف التشغيلية والمصاريف، ولا شك لديّ أن كل مؤسسة يمكنها توفير جزء لا بأس به من التكاليف .. والاهتمام بالنظر والتدقيق فيها وفي فائدة هذه المصاريف، والأفضل البحث عن طرق لتوفير التكاليف بقدر الإمكان. جانب آخر أود الحديث عنه وهو التسويق، خاصة التسويق للتباهي والاستعراض، مثلاً تغيير أسماء أقسام تقنية المعلومات إلى قسم الخدمات الإلكترونية، ثم الذكية ثم الذكاء الاصطناعي، والقسم كما هو لم يتغير، لدي مشكلة مع تغيير الأسماء بهذا الشكل؛ لأنه تغيير يحاول اللحاق بالموضة وآخر ما خرجت به التقنية، وبما أن التقنيات الرقمية تظهر كل عام هل سيتغير اسم القسم مع كل تقنية جديدة؟ في النهاية قسم تقنية المعلومات يتعامل مع أدوات التقنية والمعلومات، وهذه تسمية أوضح وأكثر ثباتاً، كذلك الحال مع تغيير اسم خدمة العملاء إلى قسم سعادة المتعاملين، أذكر عندما رأيت الاسم لأول مرة في مؤسسة أزورها لمعاملة، خرجت منها دون إنجاز العمل لأن القسم لم يتغير حقاً، نعم هناك طاولة عليها أنواع المشروبات من الشاي والقهوة ومأكولات مختلفة، القاعة أقل ازدحاماً كما لاحظت، لكن الخدمة نفسها لم تتغير، وفي مؤسسة أخرى وقسم وبالاسم نفسه والخدمات تغيرت جذرياً، لدرجة لم يعد البعض يستطيع إنجازها بسهولة، لأن عليهم امتلاك هاتف ذكي وتطبيق خاص أو زيارة موقع المؤسسة أو التعامل مع مكتب طباعة. ولا أنسى المبادرات التسويقية على ما يسمونه «السوشيال ميديا» ودعوة بعض المشهورين في الشبكات الاجتماعية لحضور مناسبة ما، وتتحمل المؤسسة تكلفة المناسبة وتكلفة هؤلاء «المشاهير» حتى أصبح الأمر «بزنس» مربحاً للبعض. عندما تهتم المؤسسة بالتسويق هكذا، فهي تنسى أن أهم وسيلة للتسويق تكون بتقديم أفضل خدمة ممكنة، حتى يخرج المتعامل معها سعيداً، ويخبر الناس بنفسه على أرض الواقع أو في «السوشيال ميديا» عن تجربته الإيجابية، ورأيت هذا يحدث وقد فعلته شخصياً، عندما أجد مؤسسة تحترم وقتي وتنجز عملي بسرعة ودون تعقيد، فهذا أمر يسعدني أكثر من وجود البلاليط في قسم سعادة المتعاملين. [email protected]