2018-05-01
يجب ألا ينسينا الكلام عن أهمية القراءة، أهمية أن تكون القراءة بالعربية؛ خاصة وقد ثبت أن الابتعاد عن اللغة العربية سر من أسرار تخلفنا، وأن قلة الإبداع الفكري والعلمي في الدول العربية يرجع إلى أمور متعددة، وفي مقدمتها تركيز التعليم باللغات الأجنبية الأخرى، وهو الذي جعل المتعلم منا لا يفكر بطريقته الطبيعية، بل يفكر بطريقة أهل تلك اللغة المستعملة..
أرجو عدم فهم المقال على أنه ضد تشجيع المتعلمين على تعلم لغة ثانية منذ سن مبكرة، خاصة إذا كانت مكتوبة بحرفية عالية، ومن قِبل كتاب متخصصين، لأنها تُحفز أدمغتهم، وتسرّع عمليات النضج فيها؛ إضافة إلى أن قراءة القصص والروايات بغض النظر عن عمر القارئ، تعلمه كثيراً من اللوازم الفكرية، وفي مقدمتها الانضباط، فالقصة لها مقدمة، وخاتمة، وبينهما نص رئيس، إلى جانب التفرعات الهيكلية في كل فصل؛ لكن ليس على حساب اللغة العربية..
أهم ما يمكن التنويه عنه هنا، هو أن اللغة طريقة مهمة من طرق التفكير، وقد أخذ بذلك اليابانيون في تجربتهم المعاصرة، فقرأوا وتعلموا وأبدعوا وتفوقوا؛ ونحن كأمة عربية لدينا حضارة عريقة، وللأسف مسخناها بجملة من التصرفات العجيبة، ومنها تقديم اللغات الدخيلة على لغتنا الأم، وهجرانها وضياعها كما هو مشاهد.. قال ابن خلدون في (المقدمة): «اللغة ملكة في اللسان، وكذا الخط صناعة ملكتها في اليد، فإذا تقدمت في اللسان ملكة العجمة، صار مقصراً في اللغة العربية».
متخصص في الفقه والفكر
[email protected]