2018-05-01
لفتني مسلسل تدور قصته حول فتاة شابة ثرية اختارت أن تصبح معلمة في بلدة نائية في بداية القرن العشرين، تاركة حياة الرفاهية والراحة في سبيل أن تحدث فرقاً. شخصية المعلمة إليزابيث التي أتقنتها إيرين كراكو التي تعاملت مع كل طفل على أنه حالة خاصة، ويجب أن تُدرس بأسلوب متناسب مع خلفيته جذبتني. بالطبع هناك تضخيم للعديد من القضايا، كون الطرح درامياً، ولكن ما أشغلني تلك التؤدة في شخصيتها، خصوصاً أنها تحدث فروقاً صغيرة متواترة في مجتمع منغلق، هنا تذكرت العديد من الملهمين من معلمين ومعلمات أفاضل.
لن أكرر «كاد المعلم أن يكون رسولا»، لكن حقاً راجع ذاكرتك معي.. من هو المعلم الذي تتذكره فوراً حين يذكر التدريس، بالتأكيد ليس المدرس الذي أصر أن تحفظ الدرس فقط، أو ذاك الذي لم يهتم كثيراً بأن تحصل على علامة عالية، إنما ذاك القدوة الذي يوماً بلطف سألك كيف حالك عندما رآك على غير طبيعتك، ذاك الذي اتصل ليطمئن عليك حين كنت في وعكة صحية، هو الذي لم تتردد في مصارحته عن طموحاتك فدعمك، والذي أخبرك أنك ستصبح ذا شأن عندما تكبر، ببساطة ذاك الذي تنتظر محاضرته التالية على أحر من الجمر.
لذلك التربية أولاً قبل التعليم، مع الامتنان لكل من أحدث فرقاً ظنه صغيراً بنظره، عظيماً في أنفسنا.
[email protected]