الجمعة - 07 فبراير 2025
الجمعة - 07 فبراير 2025

هل تصلح أمريكا ما أفسدته طهران؟

بعد أيام قليلة سيكون العالم أمام منعطف مهم في ما يخص الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، ولعل السؤال المهم يدور حول مدى ذهاب أمريكا إلى ما هو أبعد في ذلك الاتفاق، وتحديداً إمكانية خروج أمريكا من ذلك الاتفاق السيئ. قبل أيام عرضت إسرائيل ومن خلال رئيس وزرائها معلومات خطرة حول قدرات إيران النووية، والتي يمكنها تهديد العالم والمنطقة بأكملها. المعلومات التي عرضت لا يمكن تجاوزها ببساطة فهي غنية إلى درجة التأكيد أن ما في الداخل الإيراني أبعد من ذلك الاتفاق. الثقة الدولية بهذا النظام يجب أن تراجع نفسها، كما أن أمريكا أبدت اتفاقاً كاملاً مع تلك المعلومات وقالت إنها موثوقة، وهذا يعطي مؤشراً مهماً حول خطوة غير مسبوقة قد تصلح من خلالها أمريكا ما أفسدته طهران في العقود الأربعة الماضية. ماذا ننتظر من أمريكا وماذا ينتظر منها العالم لإصلاح هذا الفساد الذي أسهمت به طهران في المنطقة. الحقيقة التي يجب أن ندركها أن هذه الفرصة لن تتكرر أمام العالم. سوف ينتظر العالم ما يمكن أن تفعله أمريكا في الأيام المقبلة لأنه إذا ما أفلتت طهران من هذا المنعطف، فلن يتمكن أحد بعد اليوم من محاسبتها، بل سوف تمتلك إيران سلاحاً نووياً وتفتح سباقاً للتسلح لن تنجو من آثارة المنطقة والعالم. الرسالة التي توجهها المنطقة إلى الرئيس الأمريكي مفادها أن فساد إيران قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وأن أمريكا اليوم تمتلك الأدوات القادرة على كبح جماح هذا النظام المتهور. الإصلاح الذي ينتظره العالم يجب أن يكون حاسماً وصريحاً لأن عدم التدخل من الجانب الأمريكي في اتخاذ ما يناسب سوف يكرس الاحتمالات السلبية نحو قيام حرب إقليمية محتملة وسباق محموم نحو امتلاك أسلحة نووية مدمرة. أمريكا اليوم عليها أن تتذكر فلسفتها الدولية في إدارة أزمات العالم وتجنيب العالم الصراعات والمواجهات، وإذا لم تعد هذه العقيدة الأمريكية إلى ساحة التعامل مع إيران هذه الأيام فمستقبل المنطقة سيكون مظلماً بظلام السرداب الإيراني. [email protected]