2018-05-03
هل حدث معك يوماً أن أحدهم تغير عليك، أو بدأ في تجنبك، أو غاب عنك غياباً موجعاً، وحين تلتقي عيونكما لا يجاهر بالنظر إليك، ولا تدري أهو عاتب، أم غاضب، والذي تدركه أنه حزين بسببك، لكن أنت لا تعرف ما به، لأنه لم يتحدث، لم يجادل، لم يصارحك، فقط اتخذ موقف الانسحاب، وبعد قطيعة وألم، وعندما تحين ساعة المكاشفة، ستكون المعاناة حدثت لسبب بسيط، لا يتجاوز سوء الفهم، أو بسبب ما نقل عنك ولم يكن دقيقاً، وعند هذه المرحلة أتمنى أن تدرك أمراً في غاية الأهمية في علاقاتك مع الأحباب والأصدقاء، أريدك أن تعرف السبب الذي جعل الآخر يتخذ موقفاً، وأدى إلى ظلمك أو جرحك، هو سبب رائج جداً وشائع، ونمارسه كثيراً، أتدري ما هو؟
إننا نظن أن التصرفات متعمدة ومقصودة، وتخفي خلفها أهدافاً غامضة، وهذا غير صحيح، فالإنسان غالباً يتصرف من دون وعي وتركيز، وقليلاً ما يجنح إلى نية مبيتة في تصرفاته الروتينية، بل يفعلها كما يمارس حياته تلقائياً، لكن المتلقي حين لا يدرك هذه الحقيقية، فإنه يؤذي الآخرين ويؤذي نفسه، وتأخذه الظنون بعيداً عن الواقع، ومن البساطة إلى التعقيد.
حين تستوعب هذه المعادلة فإنك علاقاتك تنعم بالتعاطف، والفهم العميق بعيداً عن التسطيح، وتكون خالية من تكهنات وتخيلات مخجلة، والأهم أنك سترحم نفسك من الخيبات من دون سبب واقعي.
فكما حدث معك، ولا يزال يحدث، حين لا يدرك رفيقك ذلك فإنه يشك فيك وأنت غافل عنه. لذا تذكر، وذكر من يهمك أمره بأن تصرفاتنا غالباً من دون نيات، بل هي محض عادة وروتين، ليس فيها قصد الإيذاء، لأنه بعد أن تتم المكاشفة فإن طرفاً سوف يخجل، وطرف سيكون مجروحاً، لأنه يشعر بأنه جرى اتهامه، أو تخوينه، لسبب أبسط من أن يؤدي إلى هذا الكم من التألم، والجراح، والاعتذار.
بقدر ما يجري فهمك بالخطأ فإن الآخرين كذلك، عذاب لا تستحقه قلوب المحبين، والأصدقاء والأقارب والزملاء.
وحين يصعب عليك فهم ما حدث، تحدث، واحمِ علاقاتك واحمِ مشاعرك.
[email protected]