السبت - 18 يناير 2025
السبت - 18 يناير 2025

كوريا واحدة

أصبح كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، أول كوري شمالي رسمي تطأ قدمه أرض كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية ١٩٥٣، وانعقدت القمة التاريخية بين الكوريتين وشبَّهها العالم بسقوط جدار برلين عام ١٩٨٩. مفتاح هذا الحدث هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي احتوى بنجاح التصعيد الصاروخي لكوريا الشمالية، عبر ربطه بالعلاقات الأميركية الصينية، وأدت ضغوطه ووعوده إلى تغيير المشهد في العالم. الصين، على ما يبدو، سيرت حليفها على الهوى الأمريكي نظير مكاسب تجارية واقتصادية ونفوذ معترف به في بحر اليابان، فنالت في لحظة مناسبة جداً ما تظنه ثمناً مناسباً، خصوصاً أنها قارنت النتائج الإيجابية بتداعيات حرب يقودها ترامب ضد كوريا الشمالية. في المقابل، كيم جونغ أون وجد أن تحوله قد يطيل عمر نظامه وحكمه بسلام، ومع ذلك يجب ألا نغفل أن عيون الغرب تستدعي صورة الانهيار السوفييتي بعد هذا التحول، وكلا الاحتمالين لمصلحة شعب كوريا الشمالية المسكين. قمة كيم جونغ أون مع نظيره رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، تعهدت بإنهاء حالة الحرب بين الدولتين، وربط الطرق والحدود، وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، والعمل من أجل الوحدة، علماً بأن عدد ضحايا الحرب بينهما تجاوز الثلاثة ملايين إنسان. نحن أمام حدث يرشح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، لكن الأهم أن له انعكاسات غير مباشرة على الشرق الأوسط، وتحديداً ما يخص إيران وبشار الأسد.