الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

سياسية إيران التوسعية بدعم الميليشيات الإرهابية

في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع تحت عنوان «النار واللهب.. تفكيك شيفرة إيران» المنعقد في نوفمبر من العام الماضي، أكد المتحدثون في الملتقى ضرورة وضع رؤية مشتركة لدول المنطقة، لا سيما أن النظام الإيراني يعتمد الخلط ما بين الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية، ما يضع دول المنطقة في حالة من التوتر الأمني بسبب تدخلاتها السافرة في شؤون المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها وتمرير مشروعها التوسعي. كما أوضح المتحدثون في الملتقى أن عدم وجود استراتيجية عربية موحدة للتصدي للنزق السياسي الإيراني في العالم العربي، وخصوصاً، الدول المحورية كمصر والمغرب، أفسح للنظام الإيراني المجال للذهاب بعيداً في مشروعه التوسعي، ما عزز لديه فكرة تصدير «نموذج الثورة» للخارج، فقط، لكي يحافظ على وجوده بوصفه كياناً سياسياً قائماً على المذهب، لا غير. إيران التي عجزت عن تكوين قوة اقتصادية أو سياسية متينة أو أن تحظى بسمعة دولية جديرة بالثقة والاحترام، بسبب تعصبها الأيديولوجي المتطرف، ونظرتها الأحادية لفكرة القوة التي اختصرتها في قوة السلاح، أثبتت جهلها وإفلاسها السياسي والإداري على الصعيد الداخلي والخارجي، وبأنها لا تمتلك القوة الكافية للسيطرة على العالم، وأن أقصى ما يمكن أن تفعله هو دعم مرتزقتها من المليشيات والجماعات المسلحة لاختراق الأنظمة الأمنية في العالم لتمرير مشروعها الأزلي. فخبر انكشاف تورط النظام الإيراني في دعم بما يسمى بجماعة البوليساريو في المغرب، لم يكن مفاجئاً، فسياسة النظام الإيراني التوسعية قائمة على تغذية بؤر النزاعات، عن طريق دعم وتمويل الجماعات الانفصالية والمليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة، لتجنيد وكلاء جدد لها يتبنون أجندتها وأفكارها ولفتح منافذ جديدة تمكنها من بسط نفوذها في المنطقة. قرار المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، قرار صائب، بعد أن حولت إيران مقار بعثاتها الدبلوماسية في الوطن العربي إلى «أبراج تجسس» و«غرف عمليات عسكرية» تدار من قِبل ميليشيات حزب الشيطان لزعزعة الأمن القومي للمغرب، إلا أنه ليس كافياً، فقد آن الأوان لوضع استراتيجية أمن قومية عربية موحدة لمواجهة تجاوزات النظام الإيراني الإرهابي ووكلائه؛ تقوّض مشروعه التوسعي وتوقف اختراقاته وتدخلاته في شؤون بلدانها. [email protected]