2018-05-06
لدى كل إنسان حدود عندما يصل إليها يشعر بالأمان والهدوء والسكينة وكثير من الراحة والفرح. البساطة أحد مرافئ الأمان النفسي والحدود التي تمنح الإنسان الطمأنينة وتكسبه الاستمتاع بما في يديه ومع من حوله. البساطة سحر له مفعول قوي في جذب أنواع شتى من السعادة والخير، فالإنسان المتميز ببساطته وروحه الخفيفة قادر على أن يترك أثراً طيباً في كل قلب، دائماً ابتسامته صادقة وكلامه عميق نابع من جوف قلبه. الإنسان البسيط قادر على أن يصنع بصمة خالدة في كل مكان لأنه متمكن من إدارة نفسه وأفكاره وحواراته وتحقيق أهدافه بثقة تجعله محط الأنظار فيسرق للقلوب. الوصول إلى البساطة ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب ذكاء عاطفياً بحيث يصبح الإنسان قادراً على التعامل مع كافة الشرائح من بني البشر، وكافة المستويات بهدوء ونضج وإحساس من دون تكلف ومن دون تصنع وابتذال في التعامل. إن البساطة نوع من الجمال وسر من أسرار السعادة، وهبها الخالق عز وجل لعباده من خلقه، أرواحهم صافية وقلوبهم نقية لا يترفعون بمنصب أو بمال وجاه أو بحسب ونسب .. هم يملكون كل شيء، وبين الناس وكأنهم لا يملكون شيئاً، سماتهم التواضع، أعينهم بعيدة عن التفاهات المسببة للضجيج النفسي .. فهم يرون أنها لا تزيدهم رفعة ولا تمنحهم تأشيرة دخول إلى القلوب. البساطة فن وسلاح القادة الاستثنائيين الذين كسبوا محبة شعوبهم، وأشعلوا فيها الرغبة والدافعية للعمل والبناء النابع من الحب والولاء. [email protected]