2018-05-07
أدهشتني ردة فعل زميلة لي عندما سلمت عليها، فرَنّ صوتها مجلجلاً بالسلام، حتى أنه يُسمع آخر الممر الطويل؛ وخلال أسبوع فقط؛ رأيتها وسلمتُ عليها بإشارة من يدي؛ فلم تلتفت ولم ترد!، فقلت في نفسي خير إن شاء الله، لعلها لم ترني، أو حلّ بها أمر أشغلها حتى عن الرد.
ولكن هذا الأمر صار يتكرر معها أو مع غيرها، ومع بعضهم البعض؛ فهل هي نفسيات؟ أم أمراض اجتماعية؟
لا أعرف بات الأمر مقلقاً؛ لأنه زاد عن حده، ونحن نخرج من أسرة حقيقية في منازلنا، حتى ندخل إلى أسرة تحت عقد عمل، يربطنا بحبل متين، تحكمه قيم موثقة، وأخلاق وإنسانية، فهناك مدير، وأعداد كثيرة من الموظفين، المربوطين بوحدة العمل وعهد الإنتاجية. وجودتها؛ وتبدأ هذه السلسلة الحكواتية: بقال عنك فلان، وفلانة تكلمت عنك، وعندها تتعقد عجينة المؤسسة، فالآذان المفتوحة على مصراعيها آفة، لا بد أن تحدد ما تسمع وما لا تسمع!، فليس كل صدى تسمعه صوت حقيقي، وهناك نفسيات مريضة، وظيفتها تبدأ ببدء الفراغ الذي يعاني منه، ليفتك بأعراض أشخاص آخرين مشغولين، لا ذنب لهم غير أنهم ناجحون.
من بين مهام المسؤول؛ معرفة خصائص شخصيات الموظفين، التي يجب أن توظف من قبل مديرهم الذي يُفترض أنه يفهم صفاتهم، وما تنطوي عليه من أخلاق، فلا يترك الحبل على غاربه، ولا يشده فيخنقهم؛ وكما قيل لكل مقام مقال، وأيضاً لكل شخصية مفتاح للعمل بما ينشغل به عن التُّرّهات التي هي زاد كل نفسية مريضة، لديها فراغ، وفشل في الإنتاجية.
أخطر ما في الأمر: أن تكون أنت ممن يُوقع بأسمائهم بعد كل رسالة فيها إشاعة، وعادة تكون مضيافاً بشوشاً معروفاً بطيبتك، ولا تعرف كيف تأخذ حقك، فتعلم من الدرس.
[email protected]