الخميس - 15 مايو 2025
الخميس - 15 مايو 2025

نوبل والنقد الكاشف

إذا كانت جائزة بمستوى «نوبل للأدب» وقعت في مشكلة أضرت بمصداقيتها، وكشفت عن تجاوزات بدرجة خطورة دفعتها إلى الاعتذار عن الاستمرار في مهمتها ريثما تعيد إصلاح ما جرى تخريبه.. إذا كان الأمر مع (نوبل) على هذا النحو، فماذا عن جوائز أخرى في الشرق والغرب تمنح دون أن يعلم أحد نوع الضوابط التي تلتزم بها، ولا القوانين التي تسيّرها؟ حكاية نوبل تفتح الأعين على الجوائز الأخرى، وتشير فيما تشير إلى إمكانية وجود خلل عميق فيها، أو على الأقل تدل على أنه ليس كل حملة الجوائز يستحقون هذه النجومية التي يحيطهم الإعلام بها. إن المكانة الأدبية الحقيقية يقررها النقد الجادّ المتجرد المؤسّس على معرفة وذائقة، قبل أن تتقرّر في كواليس لا أحد يعلم ماذا يجري فيها، ثم تفرض على النقد ليتبناها، ويحتفي بها.. ربما تكون فضيحة نوبل مناسبة لتصحيح الموقف: أن تكون للنقد كلمته، بحيث يوجه الجائزة للذهاب إلى حيث يجب أن تذهب، لا أن يتبع هو الجائزة، ويصير ذيلاً لها مبهوراً بأضوائها وزخارفها.. وشتان بين النقد الكاشف والنقد التابع. [email protected]