السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

أيتام و(أي تام)؟

(أيتـــام!)، يتامى، يتائم، والمفرد يتيم! والمهم أن حبهم واجبٌ إنساني كاملٌ (أي تام) في الصميم! فالتام يعني التمام والاكتمال بلا نقصان، وكذلك يعني التخلّي والإهمال والحرمان، فنقول «تام الحب العاشقُ» بمعنى استعبده وذهب بعقله، وربما بقلبه وبروحه وبكله، لكن من قال إن الطيور تهوى التحليق على سجيتها وفي سماء حريتها! وهي تطير مجبرةً لأن جناحيها وسيلتها الوحيدة لضمان معيشتها، ومن قال إن الأسماك تتقن السباحة بمهارة فائقة! إن كان الماء سبيلها الوحيد للتنفس والعيش بصورةٍ لائقة، فمن هنا نجد أن الكمال لا يتم من دون التكيّف مع الأوضاع، أو التَّأقلّم مع النواقص والعيوب وتقبّل الألم والأوجاع! اليُتم لا يُحدِّد الهزيمة ولا يُسبِّب الانتصار، فهنالك مَن يُحوِّل النجاح إلى فشل، وهنالك مَن يُحوّل الفشل إلى نجاح، حيث إن الجميع يستطيع التعامل مع الهناء، ولكن القليل جداً يستطيعون التَّصرُّف مع الشقاء، ففي قائمة «اليتيم العظيم» نجد المتنبي، وغاندي، والغزالي، والشافعي، والبخاري، والمالكي، والحنبلي، وابن باز، وجمال عبدالناصر، وطارق بن زياد، وأبو هريرة، وليوناردو دافنشي، وأبراهام لينكون، وهتلر، وجنكيز خان، ولويس الرابع عشر، وجورج واشنطن، والملكة فيكتوريا، وعلى رأسهم سيد الأنام المصطفى الأمين. أراقب النور وأستعد للظلام ولا أندهش لما يحدث بينهما!