هذه ليست وظيفة التعليم

قرأت لمن ينتقد التعليم ويتساءل كيف لا يعرف الطلاب هذه المعلومة المهمة، هي معلومة تهمه وأنا أتفق معه على أهميتها فهي مرتبطة ببيئتنا المحلية، مع ذلك أجد مشكلة في هذا النقد، لا شك في أنك سمعت وقرأت لمن يكرر هذا النمط من نقد التعليم، هناك معلومة ما حول موضوع مهم للناقد ويستغرب كيف أن الطلاب لا يعرفون هذه المعلومة؟ وكيف يمكن للمدرسة أن تقصر في تعليمهم شيئاً مهماً؟ لكن لو حاول نظام التعليم إرضاء جميع الناقدين فهذا يعني محاولة تعليم كل شيء وهذا مستحيل، لا يمكن للنظام التعليمي تعليم كل شيء وليست هذه وظيفته. بدلاً من تلقين الطالب المعلومة؛ على النظام التعليمي مسؤولية تدريب الطالب على مهارة البحث والتعلم الذاتي، هذه مهارة ستبقى معه طوال حياته، ومعها مهارة التحقق من صحة المعلومات لأن التفكير الناقد ضرورة للإبحار في عالم متخم بالأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، بعد ذلك يمكن للنظام التعليمي إعطاء الطالب حافزاً لتعلم معلومات ومهارات أخرى مهمة ويمكن لهذا الجزء أن يكون ذاتي التوجه، بمعنى أن الطالب يتعلم ما يثير فضوله. من ناحية أخرى، لا أجد مشكلة في أن يجهل الطالب معلومة ما، هذا النوع من الجهل بسيط علاجه، إن كان الشخص لا يعرف شيئاً فيمكن أن نعطيه المعلومة ونشرحها وهكذا نعالج المشكلة (إن صح أن نسميها مشكلة)، وعلينا أن ندرك أنه ليس في قدرة شخص أن يعرف كل شيء عن كل شيء، العالم واسع في عجائبه والعلم يتوسع في اكتشافاته وفهمه للعالم، بدلاً من لوم الشخص على جهله بشيء فلم لا نعلمه ما يهمنا؟ لم لا نعطيه حافزاً لتعلم ما نراه مهماً؟ نقطة ثانية مهمة، المدرسة مهما كانت فهي ليست المسؤولة الوحيدة عن التعليم والتثقيف، البيت له دور كبير، مؤسسات الدولة على اختلافها لها دور، الفرد مسؤول عن تثقيف نفسه، ببساطة المجتمع بأكمله مسؤول عن تعليم نفسه، بدلاً من انتقاد النظام التعليمي يمكن للفرد أن يبادر بسد الفجوة في التعليم والوسائل المتاحة اليوم كثيرة. إن كان بإمكان البعض الوصول إلى جمهور من المئات أو حتى مئات الآلاف من الناس فهذا الشخص عليه مسؤولية التعليم والتثقيف، أدوات التقنية اليوم أتاحت لنا فرصة التواصل مع الآخرين وعلى نطاق واسع، فلم لا تستخدم هذه الأدوات للتعليم والتثقيف؟ لا تنتظر مبادرة من الآخرين، النقد لا يكفي، تحرك وافعل شيئاً، في الغالب لديك كل الأدوات التي تحتاجها. [email protected]