2018-05-08
عماد الدين أديب هذا الاسم جزء من ذاكرتنا الإعلامية والصحافية، إذ كان أديب نجماً في عصر المجلات ونجماً في عصر التلفزيون قبل مزاحمة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
والأهم أنه مارس المهنة - ويمارسها- باحترام كامل لقواعد المهنة وأصولها وتقاليدها وأخلاقياتها، فلم ينجرف خلف خطيئة خلط الرأي بالخبر كما فعل كثر، ولم تلتهمه شهوة برامج «المصاطب» التي يظهر فيها - غالباً - فقراء الثقافة والمعرفة لتوجيه الناس وتلويث أدمغتهم، والأهم أنه لم يقبض عليه قراؤه ومشاهدوه متلبساً بجريمة الحديث بما لا يعرف، بل ربما كان جرمه أنه لا يقول كل ما يعرف، وليس كل ما يعرف يقال و«المجالس بالأمانات» على أي حال.
وأهم صفات عماد الدين أديب هي الوفاء، فلم ينقلب أو يتغير على من ساندوه وآمنوا به أو عمل معهم مهما جار عليهم الزمان وتقلب، وأظنه دفع أثماناً باهظة - غير مرة - بسبب ذلك، وأهم صفاته المهنية أنه ما زال يركض بنفسه خلف المعرفة والحقيقة بدلاً من الاتكاء على السكرتارية والتقارير الجافة، برغم كل نجوميته ونجاحاته، وكأنه يقول إن هذا هو سر النجاح والنجومية.
أتحدث عن عماد الدين أديب من باب الحنين لمصر الولادة ولصحافة أصيلة ومحترمة ومؤثرة ومجتهدة ونزيهة، ومن باب الإثبات على أنه لا تناقض بين الوطنية والعروبة، ومن باب التأكيد على أن الشاشة العربية خسرت عماد الدين أديب كمضيف برغم أنها كسبته كضيف.