2018-05-10
يتنامى العنف في مناطق كثيرة من العالم، وتحاول كثير من الحكومات كبح مده، لكنها لم تتمكن لغاية اليوم من القضاء عليه، فالعاصمة البريطانية لندن وحدها على سبيل المثال شهدت الأسبوع الجاري تسع جرائم مختلفة خلال أربعة أيام، آخرها رش فتاة بالأسيد من قبل مجهول لاذ بالفرار. هذا العنف له أسبابه، وربما يكون منها دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر وبث مشاهد تتضمن العنف في تفاصيلها، ومن ذلك ممارسات التنظيمات المتطرفة، أو أفعال الأشخاص غير الأسوياء، فبعض صناع الإعلام والكثير من رواد التواصل الاجتماعي يرون في الأحداث التي تحتوي الضرب والشتم والإساءة مادة خصبة جاذبة للمتابعين، فيهتمون بإبرازها، وما إن تصبح في متناول الجمهور حتى يبدأ الناس بتناقلها من باب التندر أو الطرافة أو مشاركة الأصدقاء.. من غير وعي بأن ذلك يسهم في نشر حالات خاطئة قد يراها من لا يكون واعياً فيقلدها. إذن، يفترض بالإعلام بمختلف وسائله أن يدرك هذه النقطة، فيكون حذراً في تناوله للأخبار ذات الطابع العنيف، كما يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ألا يكونوا باختيارهم أداة لترويج العنف كيفما كان شكله، فهناك صغار قد يرون ويتأثرون، وهناك مراهقون قد يقلدون، وهناك من لديهم القابلية للانحراف عن الطريق السوي، ومن خلال مشاهداتهم يبتكرون أساليب جديدة لغرض الانتقام أو الإساءة وغير ذلك. الإعلام والتواصل الاجتماعي جزء من كل، وبتعاون الجميع يمكن الوصول إلى مرحلة آمنة يتمناها الجميع. صحافية ودارسة إعلام [email protected]