الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024

ترامب .. تصحيح الأخطاء التاريخية

منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب، فالآثار المستقبلية أكثر خطورة مما نتصور في ترك إيران تتمدد وتنتج سلاحاً نووياً تحت غطاء الاتفاق النووي السيئ. أهداف إيران التوسعية في المنطقة تحتاج أيضاً إلى مزيد من المشروعات السياسية والعسكرية القادرة على تحجيم دورها في المنطقة، فإيران بحاجة إلى أن ترى صورتها الحقيقية في مرآة العالم، حيث تجاوزت بطموحها غير العقلاني كل المساحات المسموحة. إيران بالاتفاق السيئ شكلت خطراً كبيراً على المنطقة، فأهدافها توسعية من دون مراعاة للنظام العالمي وقواعد السياسة الدولية، ولذلك يجب أن يدرك النظام المؤدلج كيفية التصرف في وسط النظام العالمي. المشروع الإيراني همجي يعتمد أفكاراً وأساليب تتناسب مع حجم التخلف الذي يعاني منه ملالي النظام الإيراني الذي ينسى كيف استطاع العرب عبر التاريخ سحق إمبراطورية الفرس التي عجزت عن مواجهة أبناء الجزيرة العربية. الآن هو التوقيت المناسب لاستثمار القرار التاريخي للرئيس ترامب الذي هو بالفعل تصحيح حقيقي لأخطاء الإدارة الأمريكية السابقة التي لم تدرك حجم الأزمة التي قد يخلفها تبني هذا الاتفاق، السؤال المهم يقول كيف تستثمر دول المنطقة هذا القرار للمساهمة في تحجيم الدور الإيراني وإنقاذ إيران من هذا النظام الديكتاتوري. دول المنطقة مطلوب منها تجاوز كل التحديات، فهذه الفرصة التاريخية اصطفت فيها أمريكا في المكان الصحيح مع الدول الراغبة في استقرار المنطقة، والاصطفاف يجب استثماره عبر تحالف إقليمي يصحح الأخطاء ويسهم في مساعدة العالم الحر لتنظيف التلوث السياسي والعسكري الذي خلفته إيران نتيجة تدخلاتها في المنطقة، إضافة إلى تنقية الأجواء الإقليمية من الغبار الطائفي الذي نشرته إيران في عالمنا العربي، والأهم مساعدة الشعب الإيراني ليستعيد حريته ويتخلص من نظام لا يصلح حتى لمرحلة القرون الوسطى. مهما كان الثمن، يجب القضاء على مصادر التهديد التي تبعثها إيران من خلال مواقع تخصيب اليورانيوم وبأي طريقة عبر تحالف إقليمي مكثف هدفه تنقية المنطقة من كل مهددات السلام سواء عسكرياً أو سياسياً، والأهم ضمان مستقبل مشرق للمنطقة بعيداً عن سباقات التسلح النووي والتدخلات في شؤون دول المنطقة. كاتب ومحلل سياسي [email protected]