2018-05-10
لم أتخيل في يوم من الأيام أنني سأرى من يعلن عنه بمبلغ درهم واحد فقط، أيعقل هذا؟!
وكما أراد المُعلن، فقد انتشر إعلانه كالنار في الهشيم، فقد استعان بعاملين مهمين لجذب المستهلكين، الأول نشر إعلانه من خلال (فاشينيستا) لها متابعين كثر في الشبكات الاجتماعية، والثاني عرض بضاعته بدرهم واحد فقط، من دون وجود أي قيود أو إيضاحات إضافية، وكان هذا كافياً لإثارة لعاب الحشود.
وقد كان له ما أراد، حيث احتشد الآلاف المؤلفة من الناس حول متجره، سواءً من توافدوا إليه من الإمارة نفسها التي يقع فيها المتجر أو من إمارات أخرى، بل إن بعض الروايات أفادت بتجشم عمانيين مشقة السفر للفوز بهذا العرض الذي لا يقاوم، حيث كان التجمع الغفير حول الخيمة التي نُصبت خصيصاً قبل ساعات من موعد فتحها للجمهور.
اعتراني الفضول لزيارة موقع الحدث وتقصي الأمر من بعد، إلا أن مرض ابنتي فوّت عليًّ تلك الفرصة، أو هكذا ظننت، ففي عصر ثورة القنوات الاجتماعية لا يفوتك شيء قط.
إذ أبانت الفيديوهات التي انتشرت من قلب الحدث حجم التدافع للظفر بالغنيمة، والإحباط الذي أصابهم عند اكتشافهم بتقييد حجم المشتريات بحيث لا تتجاوز ثلاثة فقط لكل زبون، فضلاً عن الأخبار التي أشارت إلى حصول فوضى استدعى تدخل الشرطة لتنظيم الصفوف.
منظر الحشود ذكرني بتجمع القراء حول متاجر الكتب قبل صدور رواية «هاري بوتر والأمير الهجين» عام 2005، ليصبح أعلى الكتب مبيعاً في التاريخ بواقع 10 ملايين نسخة في تلك الليلة فقط.
وكدتُ أشعر بفرحة مماثلة من منظر حشودنا، لولا أنني تذكرتُ في اللحظة الأخيرة أنهم لم يحتشدوا لشراء كتب، وإنما عصير «فيمتو» لا يسمن ولا يغني من جوع.
روائي ومتخصص في الإعلام
[email protected]