2018-05-10
من دون شك فإن تربية الطفل من أصحاب الهمم تختلف كلياً عن الطفل العادي، وأتوقع أن الجميع بطريقة أو بأخرى يتفقون معي في هذا الجانب.
التربية بصفة عامة وكما نعلم على درجة من الصعوبة وتحتاج إلى الصبر والتعامل بروية وطول بال، وهي مع الطفل من أصحاب الهمم أكثر حساسية وأكثر دقة، لكون الطفل الذي يعاني من الإعاقة يعيش تحدياً يومياً، وبرغم أنه قد يكون متعايشاً وغير مستغرب لحالته لكونه طفلاً صغيراً، لكنه مع نموه وزيادة الاحتكاك بأقرانه ومحيطه يبدأ بتلقي سيل من الكلمات التي تهبط معنوياته، وقد تشعره بالدونية أو بأنه أقل من الآخرين.
وهذا الشعور قد يذهب به نحو العزلة والانطواء والابتعاد عن المجتمع، لأنه سيجد فيها حماية .. لذا لا يمكن تجاوز الدور الكبير للأم والأب في تربية طفلهما من أصحاب الهمم، حيث لا بد من غرس الثقة في النفس، وأيضاً تجهيزه لمواجهة الناس وتنوعهم واختلاف مستوياتهم الثقافية والأخلاقية.
الأم والأب مطالبان بالدقة لعدم الدلال الذي يفسد ولا يصلح، وفي اللحظة نفسها بتغذية طفلهما بما يحتاج إليه من معلومات ومعارف تساعده في الغد، تربية الطفل من أصحاب الهمم ليست بالأمر الهين ولا بالموضوع البسيط فهي ممارسة حياة ولها تبعات كبيرة حتى من الناحية المادية، حيث يحتاج إلى تدريب جسدي ومعدات ورحلات يومية للمركز المتخصص في رعاية أصحاب الهمم.
عندما نشاهد أصحاب الهمم، وهم مبدعون ومندمجون في مجتمعهم بفاعلية ونشاط، فلنتذكر الأبطال الذين يقفون خلفهم أو الذين وقفوا خلفهم بالتشجيع وحسن التربية.
[email protected]