2018-05-11
من النادر أن يمتلك كاتب ما الأدوات التي تؤهله إلى التجدد بشكل كبير بين نص أدبي وآخر. يتطلب الأمر مهارة وموهبة بالإضافة إلى الكثير من العمل الدؤوب المتواصل والجهد. أن تكون جاداً في مشروعك الأدبي شيء وأن تكون فوق كل هذا مبدعاً يختلف توجه وموضوع وتكنيك سرد كل عمل على الآخر الذي يتبعه، فهو شيء آخر.
من الأدباء الذين يملكون هذه الملكة الفريدة، هو سلطان العميمي.
قرأت له مجموعته القصصية الصادرة حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون بعنوان «إشارة لا تلفت الانتباه» ووجتها مختلفة وجديدة. لا تشبه مجموعاته السابقة، «الصفحة 79 من مذكراتي» و«تفاحة الدخول إلى الجنة» و«غربان أنيقة».
في «غربان أنيقة» هناك الكثير من اللعب والمشاكسة اللغوية، بين الحروف والكلمات والأساليب في إطار قصصي جميل. أما في «إشارة لا تلفت الانتباه» فأجد العميمي متخففاً من أعباء اللغة، في لعب ومشاكسة ومهارة عالية لإدارة الأفكار وتكنيك السرد خاصة في متتاليته الرائعة «وجبات» والتي يختم فيها المجموعة.
المجموعة غنية جداً ومتفردة في المواضيع وأسلوب الطرح وجماليات هذا الأسلوب. الأستاذ سلطان العميمي قامة أدبية إماراتية نفخر بها جميعاً، لا سيما في جنس أدبي حساس ومختلف كالقصة القصيرة.
[email protected]