2018-05-12
أعتقد أن المرض النفسي يعاني من ضبابية وعتمة لدى البعض، ورغم تطور تقنيات الاتصالات والسرعة المهولة في نقل المعلومات وتبادلها من خلال التطبيقات المختلفة، وهو ما يعني أن هناك معلومات بطريقة أو أخرى عن المرض النفسي تتسرب وتصل لأعين الناس، وهو ما يعني أن هناك انفتاحاً بطريقة أو أخرى أو اتساعاً للفهم حول هذه الأمراض.
لكن الذي يحدث ـ ويمكنكم التجربة ـ أنك لو حدثت أحدهم وقلت له إنك تعاني من مرض نفسي، لماذا لا تذهب للعلاج، لعدّها وقاحة وكأنك تشتمه، وقد يقدم شكوى تصل للمحكمة. أما إن كنت مديراً أو رئيس قسم في مقر العمل وقلتها لأحد موظفيك فلا أستبعد أن يلجأ للشكوى لمن هو أعلى منكما، وعندما تجلس لسماع فحوى هذه الشكوى المقدمة ضدك لا تستغرب أو تصاب بالدهشة عندما يقال إنك وصمته بالجنون.
المرض النفسي وعلاجاته وعوارضه لا يوجد لها غطاء اجتماعي ولا يوجد لها مظلة لدى الناس، فقد يكون من السهل أن تصف أحدهم بأنه مصاب بمرض جسدي عضال وخطير خيراً من أن تقول إنه يعاني من مرض نفسي خفيف..
بقي القول إن المرض النفسي يشبه تماماً الأمراض الجسدية منها ما هو مرض خفيف يشبه الزكام والأنفلونزا، وهناك المرض الخطير الذي يشبه الأورام السرطانية، والمطلوب أن يتم تطوير فهم الناس وتنمية معارفهم، وهذا دور جهات عدة منها الحكومية ومنها القطاع الخاص، ولكن على دارسي العلوم النفسية العبء الأكبر، مع دعواتي أن نكون في سلامة وصحة نفسية وجسدية.
[email protected]