2018-05-12
في غضون دقائق انتقلت من كوكبي المُدَمِّر والمُدَمَّر إلى سطح القمر، هناك، رأيتُ ظلاًّ جَلِفاً خلف أحد الصخور القمرية، كان يفترش على حافتها بثقةٍ سادية، وكأنه قتل شيئاً ما للتو، لتلطيف الجو! تدحرج الظل نحوي وتحدث بلا صوت، نافثاً دخاناً فضائياً في اللاهواء (هيا بنا نتنفس!)، نظرتُ حولي بحثاً عن خياراتٍ أخرى دون جدوى، صافحتُ سواده البارد بارتباك، ورحلتُ معه إلى حيث قاد عالمي بإصبعٍ واحد، كما لو كان قدري يسير بسببه على سكة مغناطيسية مبرمجة بالمجهول، مرَّت حياتي مضاءةً أمام عيني بسرعةٍ جنونية، غرست أظافري في جيبي الممزق، مروراً بطبقات جلدي الثانية أو الثالثة خوفاً من الخوف نفسه.
قطراتُ دمٍ تخثرت، خطواتُ همٍّ تعثرت، مدينةُ زهرٍ تناثرت، لحظاتُ سعدٍ تكاثرت، أنفاسٌ بلا رئة، نظرةٌ متبرئة، أحلامٌ متجزئة، طُرقاتٌ لا تدرك الطَّرق، فُروقاتٌ لا تعرف الفرق، بدا المستقبل آتٍ من الأمس، ليحذر الماضي من المضي إليه، ومن عدم الاتكال عليه، ولينصحه بالعمل الجاد، لصناعة الأمجاد، وهنا تذكرت أنني (أم جاد) أيضاً! فقبَّلت يد ظلي بحرارة، وعدتُ إلى «أرضي» بمرارة، أقسَمَتْ ألا تعود إلى حلقي يوماً، وأن ترسم ابتسامة شفتي دوماً.
احلم وحقق أحلامك على الأرض، فلا أحد يحقق أحلامه تحتها!
[email protected]