الخميس - 15 مايو 2025
الخميس - 15 مايو 2025

عمل جليل لإسلام جميل

في نشاط هو الأول من نوعه، احتضنت عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، «المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة»، بنجاح منقطع النظير؛ وكنت قبل انعقاده قد كتبت هنا مؤملاً أن يجلي المؤتمر مفردة «الأقليات»، التي دعا المؤتمر لمعالجة مشكلاتهم، وبالفعل أوضح المؤتمر القاعدة المشتهرة على ألسنة العلماء «لا مشاحة في الاصطلاح»، التي عدها الإمام الشاطبي، المقاصدي الشهير، رحمه الله، سبباً من أسباب عدم الاعتداد بالخلاف، وقال: «الخلاف في مجرد التعبير عن المعنى المقصود وهو متحد .. خلاف في عبارة، والمعنى متفق». جرى اتفاق المنظمين على اعتماد مصطلح «المجتمعات المسلمة» عوضاً عن «الأقليات المسلمة»، توافقاً مع المعايير والمواثيق القانونية الدولية المعتمدة عالمياً، وبما يكفل عدم التعارض مع الثقافات المحلية والدساتير الوطنية، في الدول الغربية؛ واجتمعت القيادات المسلمة من مختلف الدول غير التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تبحث عمن يأخذ بيدها نحو ما يمكنها من تبيين الإسلام الجميل. الإسلام الجميل، وخصوصاً في الغرب، جرى اختطافه واختراقه، وأحمد ربي، أن قيض للمسلمين هناك، من يخلصهم من عقدة الشعور بالغربة، التي استغلهم بسببها عملاء الإرهاب، في ظل انعدام التحصينات الفكرية والعقائدية الكافية. نجحت أبوظبي كالعادة، ونجحت اللجنة العليا للمؤتمر، ونجح المؤتمِرون، وأبهر الجميع «عيالُ زايد» من المنظمين والمنظمات، وزادت القناعة بأن «العالم قرية صغيرة»، وأن العيش في سلام ممكن؛ ولكن في إطار «عقد اجتماعي» خالٍ من النظر إلى اختلاف اللون أو الدين أو الدم. [email protected]