الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

درس حياتي

نبالغ في سد احتياجاتنا غير الضرورية دون شعور، ونحول في بعض الأوقات تلك الرغبة إلى ما يشبه الأمر الملح أو الضروري جداً، بينما هي كماليات أو مطالب تأتي دوماً بعد توفر الضروريات، لكن القياس والفهم لدى البعض فيه سوء تقدير، فيحول تلك الكماليات والرغبات لما يشبه الحياة أو الموت، وتصبح هي المحور والأساس والأمر الرئيس. الأمثلة كثيرة ومتنوعة، منها أب غني عاشت أسرته في رغد العيش، فلا يفرقون بين ما هو ضروري أو غير ضروري، ثم تمر به ضائقة مالية خانقة، هنا نجده يبدأ التفكير في سحب تلك الكماليات أو الأمور غير الضرورية، مثل المدارس الخاصة التي يتعلم فيها الأبناء وتبلغ تكلفة كل منهم أكثر من تسعين ألف درهم، ثم يتوجه نحو الاستغناء عن العاملات الخمس اللواتي يخدمن خمسة أفراد من الأسرة، أو الاستغناء عن بعضهن، ويكتشف أنه من غير المبرر وجود خمس سيارات، بينما الذي يقود هو وزوجته وسائق واحد، ويستغني عن السائق الثاني. سيكتشف أنه كان بإمكانه منذ زمن توفير فاتورة الكهرباء بإطفاء الإضاءة التي تغطي سور منزله، وتبقى تنير منذ ساعات الغروب حتى الظهر، وفي اللحظة نفسها سيجد أن توفير الماء وعدم الري العشوائي لحديقة منزله أمر ملح، أما التسوق فالآن أدرك أنه يختلف عن النزهة، فإذا احتجت لسلعة ما تذهب للسوق لشرائها، أما إذا أردت النزهة فيمكن الذهاب لحديقة عامة أو استنشاق الهواء أمام شاطئ البحر مجاناً.. وهكذا تعلم الأب من الطريق الصعب، والدرس لا تجعل أطفالك وأبناءك يتعلمون من هذه الطريق، علمهم كيف ينظرون لاحتياجاتهم نظرة موضوعية دقيقة. [email protected]