الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الرمز الديني في الأدب

يقول الشاعر الفارسي شمس لنكرودي ـ بترجمة مريم العطار ـ ضمن كتاب أنطلوجيا الشعر الفارسي الحديث: تأخرتَ يا موسى، أعطِ عصاك لـ «شارلي شابلن». دعنا نضحك قليلاً. نقلتُ ما قرأته للآخرين، فاكتشفت ما لم أكن أتمنى أن يقال لي يوماً، وهو هذه الحساسية تجاه الرمز الديني حين يُستخدم في الأدب. حسناً لنشرح للمرة الأخيرة للآخرين ما لا يريدون فهمه والتفكر فيه حتى، الرمز، هذا ما تسمونه، الرمز، إذن نحن لا نتكلم هنا عن موسى، بل عن رمزية شخصيته التي أخبرنا عنها الله تعالى، عن رمزية قصته، والتي بالإمكان أن نسبغ معناها أو ما يشابهه على ما يماثله في العصر الذي يعيشه الشاعر أعلاه. الرمز أمر مجازي، وليس واقعياً، الشاعر لم يقل النبي موسى عليه السلام هو من تأخر، ولكنه قصد شخصاً أو ظرفاً ما، بإمكانه أن يفعل كما فعل النبي موسى، وينقل الشاعر وقومه من الحال الذي هم فيه إلى الحال الآخر الذي يفصلهم عنه يمٌّ عظيم من المعوقات والمستجدات الزمنية، الشاعر لم يرد في هذا المقطع المكثف بأن يستنكر عمل موسى، وأن يستهزئ من النبي عليه السلام، ولكنه يستنكر تأخر المقصود الذي قد لا يأتي أبداً لانشغاله بنفسه أو بماله أو بسلطته، والذي لديه عصا السلطة ربما، يهش بها على ما يخدم مصلحته فقط، ويطلب منه أن يمنح هذه العصا التي لا تنفعهم في شيء، وتسبب لهم الحزن والقهر، لمن بإمكانه أن يخرجهم ولو لحظات من حزنهم لضحكهم الأسود، فقط، لا يوجد أي علاقة دينية في النص بين موسى وشارلي شابلن، ولكنها رموز مكثفة، ولا أرى أن الحساسية تجاهها أمرٌ مهم. وإنه ليحزن قلبي أن يرى من هم في مجال الأدب والكتابة وجود هذه العلاقة، وينزعجون ويقفون بغضب في وجه النص لمجرد ذكر اسم نبي فيه، غير متدبرين وغير واعين للرمز واستخداماته في النص، وغير محاولين لفهم النص، بل مهاجمين له ولكاتبه فقط، من دون أي استماع لتهدئة أو شرح. فقط أقول: الأدب أوسع من الفهم الضيق، فتدبروا قبل شنق الكاتب. [email protected]