الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

شرف المحاولة

في أحيان كثيرة يبذل الإنسان مجهوداً كبيراً يتميز بالإخلاص والتفاني من أجل نجاح فكرة جديدة أو مشروع طموح، ورغم كل هذا فإنه يفشل في تحقيق النجاح والوصول إلى الهدف المرجو. فشل تجربة لا يعني بالضرورة أن تتوقف جهود الإنسان عن المحاولة مرة بل مرات أخرى، لأن الفشل ليس نهاية العالم، بل هو بداية وانطلاقة جديدة لتحقيق مزيد من النجاحات. كثيراً ما تصفق الجماهير لفرقها الرياضية رغم الهزيمة أو الفشل، لأنها تدرك أنهم بذلوا أقصى ما يستطيعون وحاولوا بقدر استطاعتهم لكنهم تلقوا الهزيمة، وبالتالي فهي تحييهم على شرف المحاولة الصادقة. إن الإنسان عندما يحاسب نفسه بشفافية ويجد أنه كان يحاول بصدق ولم يحقق النجاح، يتمكن من الوصول بسرعة لأسباب الفشل ويستطيع تجنبها في المستقبل. أحد معارفي متخصص في هندسة البترول، وقرر أن يتجه إلى مجال التسويق واختار المنتجات الهندسية التي يعشقها، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، وسريعاً عاد إلى مجاله، وعندما سألته عن أسباب فشله، أكد لي أنه اعتقد أن مجرد حبه لمجال جديد سيساعده على النجاح، لكنه لم يدرس السوق جيداً، ولم يختر فريقاً متميزاً يساعده على النجاح، وهذه هي أسباب الفشل الواقعية. شرف المحاولة لا يعني أن نعلق أخطاءنا على الآخرين والظروف المحيطة بنا ونقول إننا حاولنا، وإنما يعني أن ندرس الأسباب جيداً ونترك التوفيق للمولى عز وجل. أخيراً: كل إنسان يحاول بإخلاص سينجح في يوم من الأيام. [email protected]