الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

ماغريت .. ما الذي يحصل داخل الإنسان؟

من أهم معالم مدينة بروكسل متحف فيلسوف الرسم على اللوحات الفنان البلجيكي «رينيه ماغريت». هذا المبنى المكون من خمسة طوابق لا يحوي أعمالاً فنيةً فحسب، بل عشرات العجائب الفكرية الكاشفة لخبايا النفس البشرية. لقد نجح ماغريت في أن يجعل من أعماله مرايا لنيات البشر ومشاعرهم الخفية. من ألغاز حياته حجب وجوه النساء والرجال من العديد من أعماله، ليبقى الوجه أحجية صعبة مستعصية التفسير، وباعث هذا الحجب تداعيات وفاة والدته التي انتحرت برمي نفسها في النهر، وحينما انتشلوها رآها وقد غطى جزءٌ من ثيابها وجهها. لقد طغت السريالية على أغلب أعمال هذا الفنان، لكن بنسق خاص وتوظيف فني معقد يجبر المشاهد على التفكير في معاني العمل، وما يدور في دواخل الشخصيات الظاهرة في تلك الأعمال. مما راقني جداً في جنون خطه الفني، رسم اللوحة داخل اللوحة لتكثيف التعقيد وشد وثاق الألغاز البصرية أمام المشاهد. قال عنه أحد أصدقائه: طموحه يتمثل في الذهاب إلى ما وراء الرسم، وصولاً لمرحلة الشعر في التعبير، وقال عنه «برنار بليستن» مدير متحف الفن الحديث بمركز بومبيدو: إنه الرسام المصور للفن التجريدي. واستطاع ماغريت إنتاج قطعة واحدة من الأعمال الفنية يومياً، بعد إقامته لأول معارضه في «غاليري لا سينتري» في بروكسل عام 1927، الأمر الذي حقق لأعماله مشاهدة واسعة وانتشاراً فريداً. [email protected]