2018-05-15
مواسم الطاعات لا ينبغي أبداً أن تمرّ علينا مرور الكرام، فالتاجر إن فرّط في موسم التجارة ولم يربح الأرباح الوفيرة لامه أهل التجارة والربح لفداحة تقصيره، وكذلك من يفرّط في أيام الخير والرحمات والبركات، فلنجعل من شهر رمضان في هذه السنة موسماً مختلفاً في التجارة مع الله جل جلاله.
ومن أعظم الأعمال الصالحة في شهر رمضان وغيره، التقرب إلى الله بأداء الفرائض وترك المحرمات، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه) .. ومن الفرائض أداء الصلوات الخمس وصيام أيام الشهر الفضيل، إيماناً واحتساباً ففي ذلك الأجر العظيم.
وبعض الموفقين يحرص في رمضان وغيره على ألا تفوته تكبيرة الإحرام في المسجد، فتجد منه حرصاً على أداء صلاة الجماعة والتبكير لها وإدراك الصف الأول ثم البقاء في المسجد بعد الصلاة، وهذا كله من الحرص على الاستغلال الأمثل لشهر الصيام.
وكذلك تجد الموفق من يحرص على النوافل والسنن فيقرأ كل يوم أجزاء كثيرة من القرآن فيختمه في شهر رمضان عدة مرات، ثم تراه يكثر من الصدقة وبذل المال للفقراء والمساكين ويفطر الصائمين ويعطي المحتاجين في طلاقة وجه وبشر وسرور، وتراه أيضاً يكثر من عبادة الدعاء والتوجه لله، لأنه يعلم أن الفضل كله بيد ربه ومولاه، فيطلب من الله الخيرات والبركات والرحمات وربنا كريم رحيم لا يردّ السائلين.
وفي صيامه أيضاً يحرص على غض البصر وصون اللسان عن الغيبة والنميمة وجميع آفات اللسان، بل يخاطب غيره خاصة أهل بيته بالكلمة الطيبة والعبارة الحسنة الجميلة، فهذا هو الموفق السعيد بإذن الله، فالصيام شرع لتحقيق تقوى الله، فالصائم يشعر براحة وسعادة لا توصف لأنه حقق التقوى فأطاع ربه ومولاه، وهو أيضاً يتفقد قلبه فيطهره من الغلّ والحقد والبغي والحسد وجميع آفات القلوب حسب القدرة والطاقة.
فاستغلوا أيام الشهر المبارك في طاعة الله، وليكن شهرنا مختلفاً مميزاً شعارنا فيه تطبيق قوله تعالى: (فاستبقوا الخيرات).
[email protected]