الاحد - 09 فبراير 2025
الاحد - 09 فبراير 2025

الإسلام السياسي والطائفية

استئصال النظام الإيراني يعني الإجهاز تماماً على الإسلام السياسي، ويعني كذلك تفتيت الطائفية في العالمين العربي والإسلامي، ودليل ذلك أن تاريخ ازدهار الطائفية والإسلام السياسي بدأ من نجاح الثورة الإسلاموية في إيران سنة ١٩٧٩. تشكل إيران مرجعية للإسلام «الثوري» بكل طوائفه، فمن المعلوم أن طهران تمثل المرجعية العضوية لحزب الله الإرهابي، لكن ما يتناساه البعض أن أدبيات المنظر الإخواني التكفيري سيد قطب تعد مرجعاً معتمداً لدى الثورة الإسلاموية، وأن قادة تنظيم القاعدة نسقوا مع طهران قبل أحداث سبتمبر ٢٠٠١ واختبؤوا فيها بعدها. هناك ملاحظة يجب ألا نغفل عنها لأن تداعياتها المستقبلية كبيرة وخطرة، الإرهاب المنتسب زوراً للسنة فردي، منبوذ ومدان من الدولة العربية ومن المؤسسات الدينية التقليدية، لكن الإرهاب المنتسب زورا للشيعة ترعاه إيران كدولة وكمرجعيات دينية، والمأساة هنا أن تغلغل إيران في بعض المجتمعات العربية والإسلامية يحول ثقافة الإرهاب والتطرف من الاستثناء الفردي إلى ثقافة مجتمعية سائدة، وهذا يعني أن مواجهة الإرهاب الإيراني أمنياً وعسكرياً برغم مشاقه، أسهل بكثير من المواجهة الفكرية والثقافية والسياسية التي ستحتاج حكماً وقتاً أطول نسبياً، وهذه جناية إيران الأخطر على أتباعها وعلى العرب في آن. النظام الإسلاموي في إيران شر مطلق ومحض، إن شئت انظر إلى أفعاله أو انظر إلى حلفائه وأتباعه، ولا تنس الترحم على ضحاياه الأموات والأحياء. [email protected]