2018-05-17
يعود إلينا ضيفنا العزيز وكأنه لم يبارحنا سوى أمس، فالأيام تسري بنا بلا هوادة فنكاد لا نشعر بمرور الزمن جميله أو قبيحه، كلها لحظات تنطلق كالبرق، ولكن تستوقفنا تلك الحبلى بالنفحات الإيمانية، وعلى رأسها شهر رمضان.
كيف لا وهو الشهر الذي يكون أوله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وطوبى لمن نال غنائمه، أضعافاً مضاعفة عما تكون في الأشهر الأخرى، ولا سيما في ليلة خير من ألف شهر، تكون فيها درجات الأعمال الصالحة في أوجها.
يعد شهر رمضان فرصة للعودة إلى الطاعات، فالإنسان متقلب في المسار، تعصف به مختلف الظروف والمواقف، في أحيان كثيرة يضعف فيها أمام الملذات والملهيات.
ولا سيما تلك اللحظات القاتلة التي يفترس فيها الشيطان، من الإنس والجن على حد سواء، مناعة حصنه، ويفتك بها فتكاً ليخلّفه عرضة للوقوع في براثن المعاصي.
صحيح أن الرجوع إلى الله لا وقت له، فهو جل جلاله ينزل في الثلث الأخير من الليل -كل ليل- والناس نيام ليسأل هل من داعٍ فيستجيب له، بيد أن رمضان كما أسلفنا يمثل نقطة مناسبة للانطلاق إلى رحلة العودة لمن ضل الطريق.
الإشكال في ذلك الاتجاه هو صعوبة الثبات في رحلة العودة بعد انقضاء الشهر الفضيل، وكأن من تجلت في نفسه الرغبة الملحة لاتخاذ مسار الرحلة، قد ضل طريقه بعد شهر من المسير.
كأن يفقد المرء الرغبة تدريجياً في أداء الصلاة، أو أن يتخلف عن الصلوات التي تمنعه من النوم الهانئ كالفجر والعصر، وهلم جرا. وكأن المرء كان قبل هذا مأسوراً بتأثير روحانيات رمضان، فتسربت بعد مغادرته، وغالباً ما يحصل هذا.
أسأل الله عز وجل لنا جميعاً الهداية والثبات على طريقه، ومبارك لكم هذا الشهر الكريم.
[email protected]