2018-05-18
في أغلب التعريفات التي تفرق بين النقد والانتقاد ترى أن النقد إيجابي هادئ له هدف التصحيح، أما الانتقاد فإنه سلبي جارح معقد لا يصل إلى نتيجة جيدة، وبرغم هذا وذاك لا زلنا نبحث عن شيء مهم جداً في حياتنا ألا وهو التقبّل، تقبّل أنفسنا ومحيطنا وماضينا لكي يكون تقبل النقد والانتقاد متزناً دون مكابرة.
بل أن يصل بنا النقد وحتى الانتقاد إلى الحوار الحقيقي العقلي بنية التطور والتحسين، ولكن ما الذي جعلني أفكر في هذا الأمر؟ إن كثرة المنتقدين لكل شيء في هذا الزمن تجعلنا نتوقف عند رؤيتهم، ولكن ماذا لو استطعنا إدراج كل من ينقد وينتقد في دائرة العمل ليطبق وجهة نظره أو يمشي في طريق مشابه للطريق الذي اختاره قائد الفريق الحالي، لكي يثبت أن وجهة نظره هي الأصح؟ مع توفير الإمكانات التي يطلبها وتحميله المسؤولية؟ ستجد أن كثيري الكلام سينسحبون وربما تبقّى عدد قليل من الجادين الذين يعُون ما يقولون ولديهم استعداد التطبيق.
إن الخوف من النقد أصبح قاتلاً كبيراً للإبداع في مجتمعاتنا ويجب علينا أن ندرك أن بعض بيئات الدراسة سلبية في مجتمعها الداخلي، حيث يؤخذ الانتقاد بتهاون، ما قد يؤثر على جيل بأكمله وخصوصاً إذا كان هذا الانتقاد من المدرس أو المشرف الاجتماعي، ما يترتب عليه مشاكل نفسية للنشء نحن في غنىً عنها.
الجزء المهم من التربية في بداية العمر هو أن نحيط الأبناء بغلاف يحميهم من الوقوع ضحية الانتقاد من أي جهة كانت، وتعليمهم الطريقة المثلى للتعامل مع بعضهم البعض وتحقيق رسالة الإنسانية في الحياة.
[email protected]