2018-05-18
مع بداية الشهر الفضيل كانت نفسي الضعيفة تحدثني عن كيفية الصيام العام الجاري في ظل الساعات الطويلة والحر الشديد .. بصراحة كنت خائفاً من الظمأ الشديد .. كنت خائفاً من حالة الخمول والزغللة الناتجة عن عدم احتساء فنجان القهوة صباحاً والتي تعطيني نشاطاً كبيراً ..
كنت خائفاً من العصبية الشديدة التي تصيبني وتصيب أي مدخن نتيجة انسحاب النيكوتين من جسده .. كنت خائفاً من حالة النرفزة التي تنتابني بسبب الحوارات الفاشلة من البعض والتي تشكك في عبادة الصوم وتصفها بالقاسية .. كنت خائفاً من عدم صمود أولادي في الصيام بسبب اليوم الدراسي في نهار رمضان.
كنت خائفاً ومرعوباً في الوقت ذاته من الأزمات والاختناقات المرورية والحوادث الرهيبة الناتجة عن العصبية الزائدة ورغبة الجميع في أن يفطروا في بيوتهم دون اكتراث لبقية الناس.
كل هذه المخاوف والهواجس الشيطانية تتبدد والحمد لله مع أول نهار في رمضان، إذ يكتشف الإنسان أنه أسير مجموعة عادات سلبية وخاطئة لو تخلص منها لأصبح أكثر قوة ونشاطاً، وأن الصيام هو تنظيف للجسد والروح في الوقت ذاته.
مع توالي أيام الشهر الفضيل يدرك الصائم مدى قوته وضعف المفطرين وضعف منطقهم بأن الصوم عادة قديمة لا تتفق مع العصر الحديث مع أن أحدث النظريات الطبية تنصح بالصيام للحفاظ على الصحة ووقاية الجسم من الأمراض.
في النهاية يظل العتاب قائماً للسائقين المسرعين ساعة الإفطار وما يسببونه من رعب وحوادث رهيبة، مع أن القاعدة الذهبية تقول في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، ولن يضير الإنسان شيئاً لو تأخر قليلاً وحافظ على أرواح الآخرين لأن الصبر هو الغاية الكبرى من الصيام.
تقبل الله صيامكم.
[email protected]