2018-05-19
نوعان، لهما ثالث، النوع الأول، إن قلت له «سلامٌ عليكم»، سيقول «وعليكم السلام ورحمة الله، لكن من أين سيأتي السلام، ألم ترَ ما حدث اليوم ..».
يتابع الأخبار صباحَ مساء، في جميع أجهزة البث والإرسال ووسائل التواصل الاجتماعي، يبقى على اتصال دائم بـ «ناقل الخبر». على تحليل دائم لمجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والدينية من حوله، هي حديثه الدائم في مجلس عزاءٍ أو فرح.
في الطائرة، يركز بشدة على تعليمات السلامة، أو في الحقيقة على «ما سيفعله حين تسقط الطائرة». جميع الناس لديه متهمون وإن ثبتت براءتهم، فالمحيطون به وإن كانوا أصدقاء أو إخواناً وأحباباً، قد تنقلب علاقته بهم يوماً ما، وهناك دائماً ريبٌ وشكٌ في نياتهم.
الإعلانات التجارية، العمليات القيصرية، سماعات التلفون، ألـ وألـ .. جميعها في نظره ضمن «نظرية المؤامرة». في جميع أمور الحياة، ينظر للجانب المظلم، السلبي، ولا يمكنه أن يتوقف عن التذمر والانتقاد والتحذير.
النوع الثاني، ستسأله عما حدث في العالم في ذلك اليوم، وسيقول لك «لا يعنيني ذلك» ثم سيغير الموضوع تماماً ويتنقل بك لزاوية فكرية أو علمية أو دينية إيجابية حالمة ومشرقة. على عكس الأول تماماً، يبتعد وبشدة عن جميع برامج ووسائل نقل الأخبار، يترك التحليل والتمحيص، لا وقت لديه سوى لنفسه وأهدافه وآماله البيضاء بحياةٍ أجمل. يلتمس للناس آلاف الأعذار، متسامح، متعاطف مع المخطئين في حقه، متعاطف مع إبليس من شدة إحسانه!
أما ثالثهما، فهو بين هذا وذاك، لم يستقر، ولم يقرر أي الطريقين يسلك تحديداً.
ستمضي حياة المتفائلين والمتشائمين معاً، الفرق أن الأول سلك طريقاً هادئاً قصيراً سعيداً، والثاني سلك طريقاً مُتعباً شائكاً نَكِدا. إن كانت ماضية في كل الأحوال، فـ «كن السعيد» لا «الشقي».
[email protected]