الجمعة - 28 مارس 2025
الجمعة - 28 مارس 2025

رمضان كريم

كل عام وأنتم جميعا بخير.. جاء الشهر الكريم حاملاً معه بشائر الخير ونسمات الرحمة والمغفرة، فما أحوجنا في هذا الشهر الفضيل إلى وقفة نسبر من خلالها غور أنفسنا لنعرف كيف نحسن التعامل معه، وماذا أعددنا له، وكيف يكون صومنا حقيقياً. ومع نفحات الشهر الفضيل تحرص قيادة هذا الوطن على ادخال الفرحة إلى قلوب المواطنين والمقيمين من خلال خطوات ومكارم تعود الجميع عليها في مقدمتها الافراج عن بعض المسجونين وتقديم وجبات الإفطار إلى آلاف الصائمين في جميع أرجاء الإمارات. ولا يمكن في هذا الإطار إغفال الدور الذي يقوم به الوعاظ والعلماء والدعاة الذين يستضيفهم سنوياً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي بعيداً عن محاولات الغلو والتشويه التي تسئ إليه من قبل بعض الغلاة. لقد أحسنت قيادة الإمارات صنعاً وهي تحتفي بهذا الشهر عبر برامج هادفة من خلال ما تناقشه الجلسات الرمضانية التي تنتشر في أرجاء الدولة، من موضوعات وقضايا تهم الوطن والمواطنين، الأمر الذي يجعل منها نافذة حقيقية يطل الجميع من خلالها على أوضاع هذا الوطن، وكيف يمكن علاج وتصحيح السلبيات وممارسة النقد البنّاء الذي يعود بالفائدة على أبنائه. وإذا نحينا جانباً جهود الدولة وقيادتها في هذا الشهر الكريم والتي يعرفها ويلمسها القاصي والداني، فإننا مطالبون كأفراد بتأدية هذه الفريضة على الوجه الذي يرضاه رب العالمين، وهو أمر يتطلب منا سلوكاً نراعي فيه الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية عبر الإخلاص في العمل وتنحية الكسل جانباً، وأن تتعفف ألسنتنا عن الكذب والرياء وأن نعطف على المحتاج ونصل أرحامنا، بعد أن باعدت المدنية الحديثة وتكنولوجيتها المتقدمة بين أفراد الأسرة الواحدة. وليس من قبيل جلد الذات القول إن إعلامنا العربي لم يرق بعد إلى المؤمل من شهر رمضان المبارك والغاية من صيامه، حيث ينشغل الجميع بالمسلسلات والبرامج التي تغرس معظمها الأفكار الهدامة في نفوس أبنائنا، وتشجع على التقليد الأعمى، مع العلم أن أكبر الانتصارات قد تحققت والمسلمون صائمون مثلما حدث في غزوة بدر وحرب أكتوبر. خلاصة القول.. رمضان فرصة لمراجعة النفس وتصحيح الأخطاء وزيادة التراحم بيننا، والإحسان إلى الفقراء.. نسأل الله أن يتقبل منا جميعاً صومه وقيامه وكل عام وأمتنا الإسلامية بخير. [email protected]