الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

التهنئة برمضان أمر مباح

في قصة الإفك المشهورة، وكما صح في الحديث، تذكر السيدة عائشة رضي الله عنها، أنه قد أخذه صلى الله عليه وسلم ما كان يأخذه عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمَّان من العرق، في اليوم الشاتي من ثقل القول، الذي أنزل عليه، قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يضحك؛ فكان أول كلمة تكلم بها أن قال «أبشري يا عائشة».. قالت فأنزل الله عز وجل ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ..﴾. وفي قصة تخلف ثلاثة من الصحابة، رضي الله عنهم، عن غزوة تبوك، يقول سيدنا كعب بن مالك: «انطلقت أتأمّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتلقاني الناس فوجاً فوجاً، يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله جالس في المسجد وحوله الناس، فقام طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه، يهرول حتى صافحني وهنأني..».. من أهم الفوائد المستقاة من المثالين السابقين، ما ذكره غير واحد من العلماء المحققين، وهو «استحباب المبادرة بتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه بلية ظاهرة»، وقياساً على ذلك، أباح العلماء المنورة بصائرهم، التهنئة بقدوم شهر رمضان، وأنها جائزة، ولا حرج فيها، وأضافوا مطلباً آخر، وهو إجابة المهنِّئ وتهنئتَه بمثلها، أو بأحسن منها؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾. [email protected]