الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

فراغ الشباب

يعيش بعض الشباب حالة فراغ كبيرة نتيجة ضغوطات داخلية وربما نتيجة ضغط مجتمعي لم يستطع استيعابه، وقد يحاول أي منهم لفت انتباه الآخرين بتصرفات غير منضبطة أو غير مسؤولة. كما أن هناك بعض الشباب الذين يريدون جذب الآخرين عبر مواقع التواصل ولا يفكرون بطريقة سوى التهور. ما فعله شاب سعودي قبل أيام في الفيديو الذي انتشر أخيراً ينطبق على ما سبق، فهو رقص على ظهر سيارة إلى جانب الطريق، ثم قفز أمام شاحنة مسرعة، وتفادى اصطدامها به بالعودة إلى جانب الطريق .. ولولا حسن تصرف السائق بعدم انحرافه إلى الجانب الآخر من الطريق أو خارجه لحدثت كارثة كبيرة، بسبب طيش شاب لا همّ لديه. الرفض المجتمعي عبر وسائل التواصل لذلك السلوك الذي بدر من الشاب الطائش يشير إلى وجود وعي عام، وهذا الوعي يمكن توظيفه لغرس ما يماثله لدى الشباب ممن يمارسون تلك الأفعال أو الذين لديهم قابلية لأن يفعلوا مثلها. فالمجتمع قادر على التغيير، ومصدر قوته يكمن في وحدة الآراء ومواجهة الخلل كتلة متماسكة وليس على شكل أفراد متفرقين، ولأن الفرد مهما حاول الابتعاد سوف يبقى جزءاً من منظومة الجماعة، فإن أي شاب يفكر بسلوك أهوج سيفكر كثيراً إن أراد الإقدام على تصرف مرفوض مجتمعياً. مثل تلك السلوكيات يجب أن تختفي تماماً من مجتمعاتنا، وعلى الجيل الجديد أن يدرك أن محافظته على حياته والتفكير الجاد بالمستقبل مكسب لمن حوله، فالمجتمعات يحتاج كل أبنائها إلى تكوين الغد. [email protected]