الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مولد النبي وحقوق الإنسان

تزامن الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاحتفال في العاشر من ديسمبر باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم نفسه الذي صدر فيه أصل مواثيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948. صدفة التزامن تحمل دلالات بين ميلاد نبي الرحمة والإنسانية وصدور إعلان يحمي حقوقها، بعد حربين عظميين بلغ عدد الضحايا فيهما ما يزيد على 40 مليون إنسان ما بين قتيل ومهجر، وشارك في صياغته ولجانه التحضيرية ما يزيد على ألف من مختلف ثقافات العالم. كان القرآن، معجزة محمد صلى الله عليه وسلم، الكتاب الوحيد الذي تضمن سورة في كتابه تحمل اسم «الإنسان» وتخليده، كما كان الكتاب الذي ألح في عشرات الآيات على تكريم الإنسان حول الصيغة الأخوية «بني آدم» بغض النظر عن لونه وعرقه وجنسه. أثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته على «حلف الفضول» الذي عقد في دار عبدالله بن جدعان، وتحالف فضلاؤه على نصرة المظلوم ورد الظالم وإعطاء الحقوق، وخلده ذكر النبي صلى الله عليه وسلم له، فكتب الأب جورج جبور كتاباً عن حلف الفضول باعتباره أول منظمة تعنى بحماية حقوق الناس والبشر. قد لا يعرف كثير من العرب والمسلمين أن المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مأخوذة من كلمة عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» باقتراح من مسلمة إندونيسية حينها استلهمتها منطلقاً أولاً له. قد لا يعرف الكثيرون أن لبنانياً هو أستاذ الفلسفة الراحل شارل مالك، أحد أبرز الوجوديين العرب، الذي كان مندوباً لبلاده حينها في الأمم المتحدة، وسعودياً، من أصل لبناني، هو جميل البارودي أسهما في لجنة صياغته الأخيرة، وكانا عضوين في لجنته من البداية في الأمم المتحدة. ولا ينسى المصريون جهداً مشكوراً في هذا المجال لأحد رواد الاستنارة والصحافة المصرية الدكتور محمود عزمي الذي كان صاحب سبق ومقترحات مهمة في هذا المجال، لا تتعلق فقط بحرية الصحافة ولكن أيضاً بقضايا الاستقلال وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كما كان هذا الصحافي الليبرالي المنسي أول صحافي عربي زار فلسطين في ثلاثينات القرن الماضي، وروج مصرياً وعربياً وعالمياً لقضيتها وحق شعبها في تقرير مصيره كذلك.