الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أصوليو المقاومة وإفلات إيران 1 - 2

أعلنت كل أصولية أنها مقاومة، وأنها ما وُلدت ولا قامت إلا من أجل الكرامة وحماية الهوية وإنقاذ الشعب وصحوة الوطن، بل تنطلق غالباً من راديكالية وطنية تختزل الهوية والوطن والمواطنين وتميزهم وفق تصوراتها فقط، فيكون العالم فسطاطين وتكون الموطنة والوحدة الوطنية كفراً كما كتب أيمن الظواهري وكل منظري الإرهاب يوما! ولا يستحي مرشد الإخوان يوماً من إهانة بلد بحجم مصر بطريقة معيبة يوماً. وهم في هذا يقفزون على تاريخهم وسيرهم، فلم يكن نادر شاه الأفشاري (توفي سنة 1747 ميلادية) الذي نقض دولة الصفويين قبل قرون، إلا قاطع طريق استخدمه آخر شاهات الصفويين عباس الأول في حرب أعدائه، ولكن استغل معاهدات بين الأخير والعثمانيين اعتبرها تنازلات فهجم عليه وقتله في قصره وجلس على عرشه. من هنا نرى أن دعاوى المقاومة لم تغادر أي حركة عقدية، تستخدمها في تبرير شرعيتها ونظامها، وجذب أتباعها وقمع مخالفيها، وخوض الحروب والتوسع باسمها، وليس أدل على ذلك من نظام إيران وحلفائه في المنطقة، ومن يخدعون دائماً في رفعه شعار المقاومة التي لم يقاومها والحروب التي لم يحاربها إلا ضد دول المنطقة، باستثناء من يهتف بموتهم أمريكا وإسرائيل. الدولة الوحيدة التي تفاخر بإعلان دخول جحافلها لسوريا، مئات الآلاف، لقتل واستنزاف وقمع الشعب السوري منذ خمس سنوات، والدولة الوحيدة التي تفاخر بتدخلها في اليمن، بل تفاخر مرة واحدة، مراراً وتكراراً، بأنها صارت تسيطر على أربع عواصم عربية في سوريا واليمن والعراق ولبنان، ولكن بعض أصوليي المقاومة يركزون - وفقط - على نقد من يرفضون تدخلاتها وسياساتها التوسعية، يرفضون ويتهمون فقط من يقاومها، من يخشون أن تتحول سياساتها لحروب طوائف من جديد. هذا، بينما يتهم في الداخل من شعبه ومن شباب حرسه الثوري بالكذب والتناقض، فهو من عقد اتفاقا أصر عليه وسعى إليه بكل دأب، وهو من نذكر له إيران جيت، وهو من لم يحارب إسرائيل مرة واحدة، ورغم أن يران لا تزال الاستثناء الوحيد من عمليات القاعدة وداعش ولكن بعض أصوليي المقاومة يرون أنها تواجههم في سوريا واليمن؟ ويتهمون من يعانون ويلات الإرهاب بدعمها. فكيف أفلتت إيران؟ إجابة السؤال في الجزء المقبل من المقال.