الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حين أرتوي

الندوة التي أقيمت في مهرجان الطفل القرائي في الشارقة ضمن جلسات المقهى الثقافي الذي يطرح مسائل تتعلق بالطفل، والتي حملت العنوان «حين أرتوي» استضافت الأديبة الكويتية لطيفة بطي، وأدارها القاص الإماراتي محسن سليمان كانت بصمة مميزة لهذا المهرجان. فأن يتسنى لقاصة تكتب للأطفال مجالسهم عن قرب وهي تسرد قصتها «بلا قبعة» الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، لا بد سيهب قصتها الواقعية المنشودة والمحببة عالماً فريداً، لا سيما أنها تمكنت من تمثل مواقف ومبادئ، قدمتها بأحاسيس خاصة. وأن تتلمس القاصة بنفسها المغناطيس الذي استطاعت به سحب عيون الأطفال وآذانهم في الذوبان معها، وهي تسرد بطريقة سحرية هي صميم عالم الطفل الذي يهوى الانعتاق في تلك العوالم التخيلية التي يحلق فيها عبر برامج تبثها له الفضائيات، فيتقمص شخصية البطلة «بلا قبعة» وهي تتدرج أحداثاً تقصدتها كاتبتها، لتنتهي بالطفل إلى فضاء جديد مأمول بما فيه من السلام. وأن يتمكن السرد من استيعاب الأداء الباهر الذي قدمته القاصة حين هبطت إلى حدائق الأطفال مؤدية لهم تعبيرات لفظية معينة كـ «السكون والهدوء» دفعتهم إلى الإنصات والانعتاق، وتمثل السكون والهدوء بما يحملان من الصفاء الروحي والذهني في دعوة إلى التأمل، ذلك أمر يحسب للقاصة. تساؤلات متعددة، ليس عن أهمية الكتابة للطفل فقط، ولا عن اختيار الموضوعات الحساسة له، بل عن دور الأم الساردة الأولى له، وهي تلون أداءها وتنسج حكاياتها من الموجودات البسيطة حولهما مساهمة في خلق طفلها المبدع، وعن دور معلم اللغة بالذات وهو المؤدي المسرحي، وكيف يكون ماهراً في الولوج إلى المخيلة البكر. قد يعلق مشاهد: إن خطأ وقع في عنوان الأمسية الذي يعتقده «حين أروي» لكنه يبتسم إذ يرى حرف التاء طفلاً يتسلّق ليعتلي منصة الحكاية. [email protected]