السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

طفلان للحياة

سنظلم الطفولة لو حمّلناها أزهار فرويد: «من المريح النظر إلى الأزهار، فهي ليس لديها عواطف ولا صراعات»، وهي المائجة مشاعر بعيداً عن أيدي المتاجرين. استضافت الفنانة «حنان ترك» في مهرجان الطفل القرائي في الشارقة حول «استوديو نونة» جاءت فيها تأتأة طفل يوصل فكرته صدمة لمن يعقل، وهو يطلب تفسيراً لمشاهد ضرب الكبار بعضهم البعض فيما يتابعه في الفضائيات، ما يضع المبدع في إرباك فاتحاً ثغرات هائلة من خطر هو مصدره، ومنتهاه. والقائل: «علّموا الناس كيف يستمعون إلى الموسيقى، فتغلق السجون» لخص من هذا الجانب جوهر أزمة انبثقت كالبركان في مجتمعاتنا، ومست الناشئة، والشباب بالتحديد، ووضع المشتغلين بالتربية والفن والإبداع أمام تحديات كبيرة مقابل جهات تتخصص في اصطياد الغراس الصغيرة إلى مستنقعات التطرف والإرهاب، بدءاً من تلويث فضاءاتها، وانتهاء بالتمكن من شحنها بالقسوة والعدوانية. يحضر سؤال مفتوح الإجابات: كيف يمكن التوفيق بين الضمير الرقيب، وسوق المتاجرة، والربح فيما يقدم للطفولة في وقت يتبارى فيه دعاة الكسب، والشرور لاستغلال انشغال الأهل غافلين أن الحرائق تجتاح عتباتهم؟ وهنا تذكر الفنون فيما ترفدنا بطفل مهيأ للحب، لا بطفل متلبّد بالكره. [email protected]