الاستعداد للخسارة «ربح»

إنها سنة الحياة، شئنا أم أبينا نتعرض كل يوم لتقلبات الدنيا بين الربح والخسارة ، بأشكال متعددة وأوجه مختلفة، كلنا نسعى للفوز في جميع مجالات حياتنا ونحاول جاهدين أن ننأى بأنفسنا عن الخسارة لأنها مؤلمة وعواقبها وخيمة. ولأن الربح والخسارة يختلفان من إنسان لآخر فلا يمكن وضع مقياس لتحديده، فقط الشخص نفسه ومن مر بالتجربة ذاتها يحكم في النهاية، وحده من يستطيع أن يقرر معايير الخسارة والربح. قد نخسر في تجارة أو محاصيل أو وظيفة، أو زوج، أو أسهم، أو صداقات، وقد نخسر أرواح أعزاء لدينا، أو في بعض الحالات من خسروا أنفسهم، والكثير الكثير فأوجه الخسارة متعددة ولكن في النهاية هي تجربة حادة مرة نكون قد فقدنا خلالها أو بعدها أشياء مهمة كانت تعني لنا الكثير. حتماً نحن مختلفون بردود أفعالنا تجاه الخسارة. «ماذا بعد الخسارة؟» معظمنا لم يسأل نفسه هذا السؤال قبل الدخول في التجربة، وهذا الذي يفرقنا عن بعضها. كثيرون ينكفؤون على أنفسهم وينهاروا ويلطمموا ويعلقوا شماعة الخطأ على الأقدار وعلى من حولهم وقليلون من لديهم مهارة تقبل الخسارة بهدوء وأعصاب قويّة كما يتقبلون الرّبح بفرح وبروح الانتصار. من المفاهيم الإدارية الحديثة «إدارة المخاطر» وهو بإختصار عملية قياس وتقييم للمخاطر وتطوير إستراتيجيات لإدارتها وتقليل آثارها السلبية وقبول بعض أو كل تبعاتها. إن تحدثنا بلغة الرياضيات فالموضوع سهل مع الطرح والجمع والقسمة، الربح والخسارة بلغة الأرقام لها معادلاتها وقوانينها، ولكن ماذا لو تحدثنا عن الخسائر المعنوية؟ في رأيي أننا نحتاج إدارة المخاطر ليس فقط في الإدارة ولكن في كل جانب من جوانب حياتنا لتفادي الخسائر قدر الإمكان. إن دخلت في صداقة جديدة كن متفائلا ولكن إسأل هذه الأسئلة في عقلك «هل هو صديق أم مجرد عابر؟» «كيف له أن يضرني؟»و «ماذا سأخسر إن خسرته؟». إن دخلت في علاقة زوجية جديدة كن متفائلاً ولكن إسأل نفسك «ماذا لو كان هذا الزواج خاطئاً؟» و»كم من الإستثمار العاطفي وضعته لهذا الزواج؟»و «كيف أعوض الوقت الذي ضاع إذا لم ينجح الزواج؟» و»ماذا لو مات الزوج؟» وهكذا. أحبتي، في كل يوم تفتحوا فيه أعينكم النائمة، كونوا متفائلين ولكن لا تنسوا أن كل تملكونه معرض للخسارة ابتداءاً من المال والمنصب أو الوظيفة أو التجارة حتى الناس والعلاقات البشرية من حولكم، الاستعداد للخسارة ربح. الإستعداد مهارة تساعدنا على إعادة قدرتنا على البناء مستقبلا، كونوا فطنين وابحثوا عن الأسباب الموصلة للربح واسلكوها، وحددوا الأسباب الموصلة للخسارة وتجنبوها. [email protected]