الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

خروج عن السرب

من المؤسف جداً أنه عندما تتفق الجماعة على أمر يخص الشأن العام يشذ فريق ناسفاً بالجميع عرض الحائط، وظانّاً أنه المتفرد بالتعقل، والحكمة. في الموقف الأخير، والغريب لقطر الشقيقة حول ما اجتمع عليه المسلمون، والفرقاء الخليجيون من نسب الإرهاب الحقيقي إلى الدولة الكبرى الراعية له إيران، والتي لا يخفى على أحد تشدقها بالإسلام، والإنسانية في مساعدة الشعوب المنكوبة، بينما كل ما يهبط منها على الأرض ليس إلا توثيقاً لإرهاب لا يفكر أن يرعوي مطلقاً، بل هو في استشراء قاتل لابتلاع المنطقة العربية جميعها، وإيقاد النار الفارسية من الرماد. لا يمكن أن يلغى من البال سلبها الجزر الإماراتية أبوموسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، ولا سعيها المتكرر في نسف اسم الخليج العربي إلى الفارسي، في محاولة الضغط للتغييب المطلق للعروبة، ولا يمكن تغييب فظائع الحرب السورية التي تجري منذ سبعة أعوام، وما يجري فيها من تغيير لديموغرافية الأرض، وإجبار السكان على التخلي عن ممتلكاتهم لأسماء إيرانية لا تمت لها بصلة في هدف لجعل الشريط كله خطاً لسير هذه الدولة التي تستميت لإحياء امبراطوريتها، وأمجادها الفارسية تنطلق منها للسيطرة على سلسلة بلاد الشام وما يجاورها لتحقيق مآربها، ولا يمكن أن يغضّ النظر عما يجري في العراق بتخطيط من إيران لتغييب العراق العربي في عجمتها. والمتابع لمشاهد التفجيرات الإرهابية التي تلتهم البشر العاديين في انسياب حياتهم الطبيعية، وآخرها ما حدث في مانشستر البريطانية في الوقت نفسه الذي تحاول فيه قمم عربية، وخليجية التضامن مع العالم الحر في وجه الإرهاب، يربط مباشرةما يجري باسم داعش وإيران، ويدرك بوعي أن الإرهاب سليل تلك الدولة، ومن يماشيها من أنظمة مجرمة، ثم تأتي قطر الدولة العربية لتنسى أن عروبتها، وإسلامها يدفعانها للتعاضد وبقية دول الخليج، والعالم الحر الذي يحاول شقّ مسرى ما. إن موقف قطر الأخير إن دل، فهو دال على قصر نظر حول أن العدو الذي يتفق الجميع عليه لن يتوانى عن سكب سمه في جسد يرتئي الخروج على السرب. [email protected]