الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

في الدرج يا إخوان .. الأسباب في درج تميم

في الأيام الماضية؛ اجتهد المغردون القطريون جهدهم لإثبات حقيقة كاملة الأركان أنهم لم يصابوا بالهلع، وأنهم خزنوا حليب المراعي والقشدة والمربى واللحوم لمدة تزيد عن سنتين، وفي رواية ثلاث سنوات، وأن هذه الاستراتيجية العبقرية قاموا بها من 2010، لأنهم يعرفون أن «سواد الويه» الذي يقترفونه، سيجر لإجراءات تأديبية، وكانت جعجعة رئيس تحرير المنتدى والدردشة القطري مسيو عبدالله العذبة، تؤكد أنّ الخطة الحكيمة بتوفير بدائل جرى اتخاذها، بالتأكيد لا يمكن لعاقل أن يصدق الكلام القطري، المفبرك، ولكن ما أبرز الرسائل التي حاول القطريون تمريرها. قبل ثلاثة أعوام كنا جميعاً نتكلم حتى بحت أصواتنا، راجين أن يتكرم أحد بشرح الأمر ببساطة لإخواننا في قطر، أنهم يؤوون أناساً يكفرون بلادنا، ويدعون إلى اقتلاعها من الخريطة، بل ويرفضون مجرد الاعتراف باسمها، وأن قنواتهم الفضائية تعمل ليل نهار على إهانة رموزنا. وفوق كل هذا أنهم تحولوا إلى وكر لخصوم الخليج، يمولون سعد الفقيه ويحتضنون الدقي ومحمد أحمد الراشد ويدفعون المال لكل من يشاغب ويلعب على وتر هدم الاستقرار، كان القطريون يتغنون كعبة المضيوم، فيرد عليهم لا، إن فلان الإرهابي ساهم في قتل النائب العام المصري، عبر قنبلة، فيقولون إنه عنف سياسي، فيشرح الناس لهم، لا إنها جريمة، وإذا فتحنا الباب لعمليات إيواء الهاربين من العدالة سنهدم مفهوم الدول. ولكن قطر أذنها وعقلها ليست للحوار، إنها تمنحنا لسانها فقط، فيثرثر أنصارها هذياناً وكأنهم لا يسمعون ما يقوله الناس. يتساءل كوكب الأرض ومجرة درب التبانة، يا ترى ما الصعب في فهم كلمة إرهاب، حتى لا يستطيع القطريون فهمها؟ بالطبع لن أستطيع الإجابة عن السؤال، ولكني أفهم أن الصعب فعلاً على حاكم قطر، إدراك معنى الدولة، فالدولة ليست كياناً عائماً على بحر الخيالات المتلاطمة يتلون بالإيديولوجيات المتعددة، فيجلس على يمين عرشه القرضاوي وعلى يساره عزمي بشارة وأمامه كريشان ووراءه خديجة بن قنة! المشكلة أن قطر لا تريد الاعتراف بمفهوم الدولة، والتوبة عن أفكار التنظيمات الصبيانية. يوازي فيلم (ما عورتني) الذي قدمه العذبة، فيلم آخر، لاستدعاء التعاطف وادعاء المظلومية، بالتكرار أننا لا نعرف سبب الغضب الخليجي، ويستقوون في ذلك بآخرين من أقصى الأرض ليقولوا أيضاً نحن لا نعرف. أما أولئك الإخونج في لندن فمن الطبيعي أن لا يعرفوا لأنهم لا يفهمون ما هو الخليج أصلاً، أما أهل قطر، فإنهم يدركون أن أسباب الغضب وما هو آت وتالٍ، كله موجود في درج أميرهم. [email protected]