الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لماذا قدمت مصر قوائم الإرهاب القطرية إلى مجلس الأمن؟

في مصر الغاضبة من دعم قطر للإرهاب، التقى الرئيس المصري مدير المخابرات الأمريكية، وشدد في اللقاء على ضرورة العمل المشترك على قطع تمويل ورعاية الإرهاب، وأن يكون ذلك واضحاً لا لبس فيه، وأظنه قدم شرحاً وافياً، لرؤيته لأزمة المنطقة كلها مع الدول التي ترعى الإرهاب وفي مقدمتها قطر، مطالباً المجتمع الدولي بتفهم ما يجري، فالذي يؤوي أو يبرر هو كالذي يقوم بالعملية. وبعد أن أعلنت الدول العربية إجراءاتها ضد قطر، حاولت الأخيرة تقديم الأزمة بشكل يناسبها، فقالت إن أزمتها «خليجية» فقط، بل ومتناسية أن دولاً مثل مصر وموريتانيا والأردن والفلبين وموريشوس والمالديف وغيرها، عبّرت عن قلقها من السياسات القطرية، وأن أحزاباً كبرى في السودان وباكستان وغيرها أعربت عن تأييدها للإجراءات العربية ضد قطر، وهذا توافق عربيّ إسلاميٌ ممتد، وليس بالمنحصر على فرد أو شخص واحد، إنما هي عصبة دول تأذت من سياسة قطر التي تدعم الإرهاب وتؤوي الإرهابيين، ومصر تأتي في أول القافلة. تؤوي الدوحة كل من يحرض على الإرهاب في مصر، تؤوي القرضاوي الذي يفتي بأن جيش مصر «نجس» وأن المحتل الإسرائيلي أشرف منه! وهو الذي يفتي بأن قتل الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي «حلال مطلوب»، ويحرض ليل نهار للانقلاب عليه والثورة ضده، كما تؤوي قطر عاصم عبدالماجد المطلوب لعدد من القضايا تحت بند الإرهاب والجريمة المنظمة، باختصار إنها تؤوي أسماء كثيرة تتجاوز 400 اسماً من عتاولة صناعة الإرهاب. وحتى لا يظن البعض أن كلمة إرهابي هذه كلمة ذات توصيف سياسي، أود الإشارة إلى أنها تعني رجالاً منهم رجل تسبب في قتل 40 مواطناً مصرياً في ليلة واحدة، قتلهم غدراً لأنهم يعملون في الجيش المصري، قتلهم في شهر رمضان الكريم الذي يبدو أنّ البعض في الدوحة اكتشف أنه شهر مبارك ومقدس أخيراً. الإرهاب الذي يتلقى تعليماته عبر شفرات قنوات مكملين والشرق و25 وبعض القنوات الأجيرة لرجال في الدوحة يدعمونها ويظهر أذنابهم على شاشاتها، هو إرهاب يحرّض وإرهاب يمول، بل وحينما ينفذ ويهرب، يجد القصور الكبيرة والسيارات الفارهة، في الدوحة ومجموعة حلفائها، وفوق هذا لا يكف أمير قطر في كل قمة يحضرها عن محاولة الإساءة لمصر، ورئيسها، بل وفي الأمم المتحدة التي قام كورال «ظلموني» القطري باستهجان لجوء مصر إليها، قام تميم بن حمد من قبل بإلقاء خطابٍ عريض طويل في أروقتها قال فيه إنه يدعم الإخوان في مصر ونضالهم، وكان نضالهم آنذاك تفجيرات مسلحة هزّت الكنائس في مصر. اللجوء لمجلس الأمن، وللدول الشقيقة، هو أحد أوجه التصعيد «السلمية» ضد قطر، لقد كتبت مقالاً عام 2014، أتحدث فيه عن أن قطر مشكلتها المراوغة، فلو أن وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم اليوم بدلاً من أن يطير إلى واشنطن جاء إلى جدة أو أبوظبي، لكان خفف من أزمته، وأبان حسن نيته، ولكن التمادي أعمى أبصار الناس، وانطلقوا في ضلالهم يعمهون، يسيئون لأهلهم جميعاً، يطعنون العروبة والإسلام، ويشوهون ما تبقى من لحمة. متى تعود قطر إلى رشدها؟ إن كان لها رشد، وتتوقف عن مناطحة الكبار. [email protected]