الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المهلة انتهت .. وقطر لن تستوعب الدرس

قطر، لا تزال مصابة بحمى المؤتمرات الصحافية التي لا تنتهي، حفلات اللطم والبكاء بأصوات الرجال تبدو مقززة، وكلمات الكذب حينما تعبر شواربهم تقتل خلايا النخوة والرجولة في نفوس من يسمعها، وكل هذا تمادٍ في الغلط، وركوب لدربٍ ينزلق بقطر حكومةً وشعباً وجيران إلى هوّة سحيقة وهاوية لا خروج منها، لذلك لا بد من أن يساعد الخليج قطر، بإنقاذها من شر نفسها، والشرذمة التي تستخدمها. من يمثل قطر اليوم؟ من يتحدث بلسانها؟ ما المحتوى الموضوعي الذي يريد قوله؟ وهل هناك اتفاق عليه؟ في الأيام الأولى للأزمة سجّل أمير قطر بياناً تلفزيونياً، ولم يكن يريد أن يبثه في القناة الرسمية كما يفعل أي رئيس يحترم نفسه وشعبه، بل كان يعتزم بثه على شاشة قناة الجزيرة، وهذا ليس افتراءً ولا فبركة بل إن العالم أجمع شاهد كيف قالت المذيعة إنهم سينتقلون الآن لمتابعة كلمة جديدة سجلها أمير قطر تميم بن حمد، ولكن سرعان ما ساد الارتباك، وصار الحديث عن إرجاء الكلمة إلى وقت لاحق، بعدها بقليل غرّد الكثير أن وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم سجل كلمة بدوره في قناة الجزيرة أيضاً، ولم تذع أيضاً، ولكن هذه المرة سُرب بعض أجزائها، وفيها أرقام وأوهام معتادة. كان الإرباك السائد، في قطر، مرده، هل انتهت مرحلة خداع الدول المجاورة فعلاً؟ أم أن علينا استغلال رمضان والعيد حتى نمرر الأشياء حسب أسلوبنا؟ كان القطريون يهمسون بأنهم لو سكبوا بعض الدموع وقاموا بجلب التعاطف الإقليمي والدولي، فربما يخجل القادة ويتوقفوا عن التعاطف. كان الارتباك يبدو من السلوك المضحك، فينشرون رسومات مسيئة لقيادة دول الخليج، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويحذفونها بسرعة كبيرة، في إشارة واضحة لتنازع الآراء. ويبدو هذا السلوك أيضاً في نهج المغردين أول أيام، فهم كثيرو الحذف لما يقولون. لقد كان اختيار الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولاية عهد المملكة العربية السعودية ضربة قاصمة أعادت ترتيب الأشياء في الخليج كله، فمن وقع صوتها عرف القطريون أن هذه ليست كتلك، وأن المطالب هذه المرة لن تعرض مرتين، وأنّ الحزم والعزم سيجلبان الظفر والنصر، وارتبكت حسابات الدوحة كلها، وجاءت التعليمات بضرورة الترقيع ومسح كل ما أساء لولي العهد السعودي، وكانت آلة الإعلام القطرية لا تتوقف عن الإساءة والغلط قبل ذلك. تشارف المهلة على النهاية، وأصبح الرد لا معنى له بعد ذلك، فهل يدرك القطريون ما يقبلون عليه؟ وهل يدركون أن «لبن الحمير» التركي مفعوله أسرع من مفعول القاعدة التركية معطوبة الروح؟ لا أحد يدري، وكلنا في الانتظار! [email protected]