الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أزمة قطر ودلالات الحسم العسكري

منذ أن بدأت الأزمة التي تسببت بها سلوكيات أزمة قطر بخيانتها لكل العهود والمواثيق التي أبرمتها مع دول الخليج، وتعنتها وإصرارها على استضافة إرهابيين مطلوبين للإنتربول الدولي وللدول العربية، ظل المحللون الغربيون يتحدثون عن احتمال وصول الأزمة إلى مرحلة التدافع العسكري، مستعيدين أوهام سيناريوهات حروب خليجية سابقة، فهل حضرت الورقة العسكرية في طاولة هذه المدة؟ في الأسبوع الأول وبعد طرد القوات القطرية من التحالف الذي يدعم الشرعية في اليمن، وبعد عودة القوات القطرية، كان ضباط النخبة الأتراك قد وجدوا في الدوحة، وقام البرلمان التركي بالتصديق لهذه القوات وشرع في زيادتها لأداء مهمات قتالية، وسط حديث عن بنود سرية لتعاون أوسع واستخدام قاعدة جوية، وفهم هذا التحرّك من قبل دول الخليج ومصر على أنه تحرك استفزازي، كبير، عبر عنه وزير الخارجية البحريني، ثم عبّرت عنه وثيقة قيل إنها تمثل المطالب الجماعية للدول الأربع. وفي هذه الأثناء كان وزير الدفاع القطري يقوم بعقد الصفقات والإعلان عنها على رأس كل يومين، يعلن عن مشروع شراء طائرات أو دبابات، بل وحتى غواصات بحرية، وكان واضحاً أن القصد من هذه القفزة في الهواء مجرد لفت الأنظار إلى قدرة الدوحة على المناورة، ومن يعرف شؤون صفقات التسليح يعلم أن ما قامت به الدوحة هو صفقات إعلامية، ولو كان لشراء «ألعاب نارية» لكان أكثر تعقيداً، ما يهمنا من هذا أن الرغبة في عمل عسكري أو التلويح به ظل مصدرها من قطر والتيارات السياسية الموالية لها. وعلى الرغم من أن الدول الداعية لمحاربة الإرهاب أكدت مراراً أن الحسم العسكري ليس وارداً على الأقل في هذه المرحلة، إلا أنني لاحظت شيئاً لاحظه آخرون، وله جانب عسكري، ولكنه لا يقع على أرض قطرية، فأين يقع إذاً؟ إنه في اليمن؛ فالقوات الموالية للشرعية بدعم قوات التحالف، تحقق نجاحات متوالية منذ اللحظة التي تم فيها طرد القوات القطرية، حتى أن قيادياً يمنياً قال إن عمليات الإنقاذ في الوقت الأخير التي كانت تنقذ الحوثي انتهت، وهي ما سماها أحد المغردين «عمليات التنفس الصناعي» وإسعافات كان يتلقاها الحوثي عبر عملية استخباراتية معقدة، انتهت الآن. حسم معركة اليمن العسكري، أضحى قريباً فقط بمجرد إبعاد القوات القطرية قليلة العدد محدودة النشاط التي لم يكن لديها من الدور سوى التمثيل الرمزي الذي أتاح لها الوجود ومعرفة معلومات خطرة، تسببت في مآسٍ تراجيدية، لقوات التحالف ودماء غالية. منذ أن وضعت قطر تحت المجهر، حدثت أحداث عسكرية على الأرض، حررت بنغازي، ودحرت الميليشيات المتطرفة هناك، حررت الموصل من داعش، السلام في سوريا بدأ بعد استسلام بعض الجماعات، وربما هذا كله يحدث بسهولة، فقط لأن قطر وضعت تحت المجهر. [email protected]